سياسة
في منتدى الصين أفريقيا للسلام والأمن نهاية أغسطس الماضي في بكين كان وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو حاضرا، وكان هذا آخر ظهور علني له ليختفي بعدها حتى عن اجتماع قيادة جيش التحرير الشعبي حول التثقيف السياسي.
وتتزايد التساؤلات حول أسباب اختفائه التي تشير بعض التقارير الإعلامية أنه يخضع للتحقيق في قضايا فساد بحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست التي تصدر في هونغ كونغ.. فما هي قصة وزير الدفاع الصيني؟
بحسب رويترز، قال 10 أشخاص مطلعين إن وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو، يخضع للتحقيق في أمور تتعلق بشراء معدات عسكرية.
وذكر اثنان من الأشخاص الذين هم على اتصال بالجيش إن ثمانية مسؤولين كبار من وحدة المشتريات بالجيش الصيني، التي قادها لي من عام 2017 إلى عام 2022، يخضعون أيضا للتحقيق.
وبحسب المصادر التي قالت رويترز إن أحدهم مسؤول أمني بالمنطقة وثلاثة أشخاص على اتصال مباشر بالجيش الصين فإن التحقيق تجريه لجنة فحص الانضباط بالجيش التي تتمتع بنفوذ.
على الجانب الآخر، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين أمس الجمعة إنها ليست على علم بالوضع. ولم يرد مجلس الدولة ولا وزارة الدفاع بعد على طلبات للتعليق.
وتعتقد الحكومة الأميركية أن وزير الدفاع الصيني لي شانغفو يخضع لتحقيق من جانب بكين وأُعفي من مهامه، وفق تقرير في صحيفة فاينانشال تايمز نقلا عن مسؤولين أميركيين.
وجاء التقرير بعد وقت قصير على تصريحات للسفير الأميركي في اليابان رام إيمانويل على منصات التواصل الاجتماعي قال فيها إن لي "لم يُشاهد ولم يسمع منه أحد منذ ثلاثة أسابيع" وأن الوزير قد يكون قيد الإقامة الجبرية.
وذكرت الصحيفة أن ثلاثة مسؤولين أميركيين وشخصين آخرين مطلعين على معلومات استخبارات، قالوا إن الولايات المتحدة توصلت إلى أن لي شانغفو أُعفي من مهامه الوزارية.
ولم توضح إدارة الرئيس جو بايدن الاسباب التي أوصلتها لذلك الاستنتاج. ولم يتحدث البيت الأبيض علنا عن المسألة.
وقال مسؤول فيتنامي إنه بحلول الثالث من سبتمبر أيلول، ألغت وزارة الدفاع الصينية زيارة لي إلى فيتنام لحضور اجتماع دفاعي سنوي بين البلدين كان من المقرر عقده في السابع والثامن من سبتمبر.
وقال مسؤولان فيتناميان إن بكين أبلغت المسؤولين في هانوي عندما أرجأت الفعالية أن لي يعاني من "مشكلة صحية".
وأثار عدم حضور لي ذلك الاجتماع، وكذلك عدم حضوره محادثات مع مسؤول عسكري سنغافوري كبير في الصين في الأسبوع نفسه، تساؤلات لدى الدبلوماسيين في المنطقة ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن مكانه.
في يوليو الماضي، اتخذت وحدة المشتريات بالجيش خطوة غير عادية بإصدار إشعار بأنها تتطلع إلى "تطهير" عملية تقديم العطاءات داعية المواطنين إلى الإبلاغ عن المخالفات التي يعود تاريخها حتى أكتوبر 2017، عندما كان لي رئيسا للوحدة، والتي أدارها حتى أكتوبر 2022.
وعندما طلب الصحفيون الشهر الماضي من متحدث باسم وزارة الدفاع تعليقا بشأن مكان وجود اثنين آخرين من كبار القادة العسكريين السابقين اللذين لم يظهرا مؤخرا في العلن وما إذا كانا قيد التحقيق، قال إن الجيش "لا يتسامح مطلقا مع الفساد"، دون نفى احتمال خضوعهما للتحقيق.
وأضاف المتحدث "يجب علينا دائما أن... نحقق في كل قضية ونعاقب على كل حالة فساد وننتصر بحزم في المعركة الصعبة طويلة الأمد على الفساد".
وأجرت الصين في يوليو أيضا تغييرات على قيادة "القوة الصاروخية" الوحدة العسكرية التي تشرف على ترسانتها النووية. ولم يُشاهد قائدها السابق لي يوتشاو علنا لأسابيع قبل التغيير، فيما لم تقدم وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أي تفسير لإزاحته.
ويعد هذا مؤشرا جديدا على بلبلة محتملة في بكين بعد اختفاء وزير الخارجية الصيني تشين غانغ دون تفسير وإزاحته من منصبه في يوليو.
وقررت الصين في يوليو الماضي تغيير وزير الخارجية تشين قانغ بعد غيابه لفترة طويلة عن الأنظار وتغيير قيادة القوة الصاروخية، وهي من قوات النخبة التابعة لجيش التحرير الشعبي ومسؤولة عن الصواريخ التقليدية والنووية في البلاد. وقد أرجع مسؤولون محليون في البداية غياب تشين أيضا لأسباب صحية.
ويرى مراقبون، بحسب رويترز، للشأن السياسي الصيني أن الرئيس شي جين بينغ اختار كلا من لي وتشين بعناية، مما يجعل غياب كل منهما بعد أقل من عام في منصبه أمرا ملحوظا بشدة. وكان الرجلان من أعضاء مجلس الدولة الخمسة في الصين، وهو منصب أعلى من منصب الوزير.
في عام 2016، عين لي نائبا لقائد قوة الدعم الاستراتيجي العسكرية الجديدة آنذاك، وهي هيئة من النخبة مكلفة بتسريع تطوير قدرات الفضاء والحرب السيبرانية ليكلف في العام التالي برئاسة وحدة المشتريات العسكرية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على لي في عام 2018 بسبب شراء أسلحة من شركة روسوبورونيكسبورت، أكبر مصدر للأسلحة في روسيا.
وقد عين لي وزيرا للدفاع في مارس الماضي.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة