ناغورنو كاراباخ.. صراع على "الحديقة السوداء"

كاراباخ هو ترجمة لكلمة أذرية تعني الحديقة السوداء أما ناغورنو فتعني في اللغة الروسية مرتفعات ما يجعلها "مرتفعات الحديقة السوداء" أما الاسم الأرميني فهو أرتساخ هو اسم قديم للمنطقة بحسب بي بي سي.

هذه المنطقة الجبلية غير ساحلية وتقع في منطقة القوقاز، ويعترف بها دوليا كجزء من أذربيجان ولكن سكانها هم من الغالبية الأرمينية حيث يبلغ عددهم حوالي ١٢٠ ألف نسمة لديهم حكومتهم الخاصة التي تتمتع بروابط وثيقة مع أرمينيا ولكن غير معترف بها رسميا من قبل يريفان أو أي دولة أخرى.

وفيما يدعي الأرمن، وجودهم في المنطقة منذ فترة طويلة يعود إلى عدة قرون قبل المسيح، تقول أذربيجان إن لها روابط تاريخية عميقة مع المنطقة، التي أصبحت على مدار القرون تحت سيطرة الفرس والأتراك والروس.

في ظل الاتحاد السوفيتي، أصبحت ناغورنو كاراباخ منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان السوفيتية، ولكن مع ضعف الدولة وقبل أيام من سقوطها أجرى سكان الإقليم استفتاء في العاشر من ديسمبر عام ١٩٩١ من أجل استقلال الإقليم وإعلان جمهورية أرتساخ لكن لم يتم الاعتراف بها دوليا.

وأعادت حكومة أرتساخ غير المعترف بها دوليا الكرة عام ٢٠٠٦ في استفتاء اعتبرته أذربيجان غير شرعي، لكن الإقليم أقر دستورا جديدا له.

تنازعت كل من أرمينيا وأذربيجان على الإقليم لا سيما مع ضعف الاتحاد السوفييتي ثم تفككه لتندلع الحرب الأولى لست سنوات بين ١٩٨٨ و١٩٩٤ لتقتل أكثر من ٣٠ ألف شخص ويترك بسببها أكثر من مليون شخص، معظمهم من الأذريين، المنطقة خاصة مع سيطرة أرمينيا على الإقليم ومساحات من سبع مناطق محيطة بأذربيجان بحسب رويترز.

خلال العقدين التاليين، ظل الموقف يتراوح بين التوتر ومحاولات الوصول لاتفاق سلام قبل تفجر اشتباك عنيف عام ٢٠١٦ سقط فيه ما لا يقل عن ٢٠٠ قتيل.

بعد أكثر من ربع قرن عادت أذربيجان لتشن حربا استمرت ٤٤ يوما لتنتهي باستعادتها للمناطق السبعة علاوة على ثلث الإقليم نفسه.

في الحرب الأخيرة أسهمت المسيرات التركية والإسرائيلية في انتصار أذربيجان في الحرب التي قتل فيها ما لا يقل عن ٦٥٠٠ شخص بحسب محللين عسكريين.

أما روسيا حليفة أرمينيا والتي تتمتع بعلاقات جيدة مع أذربيجان فقد كان صاحبة الدور الرئيسي للوصول لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تضمن وضع قرابة ٢٠٠٠ عسكري روسي في الإقليم لحماية ممر لاتشين الذي يعد الطريق الوحيد الرابط بين الإقليم وأرمينيا.

وخلال الأزمة المرتبطة بالإقليم فقد كانت إيران تقف بشكل دائم إلى جانب أرمينيا.

في ديسمبر الماضي بدأ نشطاء بيئيون يتبعون لأذربيجان في إغلاق ممر لاتشين، لتنشئ في وقت لاحق نقطة تفتيش أمنية جديدة على طول الممر ما قطع تدفق الأشخاص والبضائع بين أرمينيا وناغورنو كاراباخ باستثناء عمليات الإجلاء الطبي العاجل، مما أدى إلى ما أسمته الولايات المتحدة وآخرون "الوضع الإنساني المتدهور بسرعة" بحسب رويترز.

وفي مطلع الشهر الجاري تقدم الزعيم الانفصالي لإقليم ناغورنو كاراباخ أرايك هاروتيونيان باستقالته وسط نقص الأغذية والوقود الواسع نتيجة حصار أذربيجان ليخلفه سامفيل شهرمانيان (45 عاما)، الذي كان رئيساً لمجلس الأمن في الحكومة الانفصالية بحسب فرانس برس.