لقاء نتنياهو وبايدن في نيويورك.. سر "الهروب" من واشنطن

يجتمع الزعيمان للمرة الأولى منذ تولي نتنياهو منصبه على رأس حكومة يمينية متطرفة أواخر العام الماضي.

كان نتنياهو زائرا متكررا للبيت الأبيض على مر السنين، وعادة ما تتم دعوة القادة الإسرائيليين إلى البيت الأبيض في غضون أسابيع، لكن زيارة نتنياهو هذه المرة جاءت متأخرة.

فسر محللون التأخير الطويل في تحديد موعد للاجتماع مع بايدن، وقرار البيت الأبيض عقد الاجتماع في نيويورك بدلا من واشنطن، على أنهما مؤشران على استياء الولايات المتحدة من حكومة نتنياهو الجديدة، بحسب أسوشيتد برس.

وقال إيتان جلبوع، الخبير في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية: "الاجتماع في البيت الأبيض يرمز إلى العلاقات الوثيقة والصداقة، وعدم إتمام ذلك يظهر عكس ذلك تماما"، وأضاف "لن يكون الاجتماع وديا، بل سيكون مريرا".

التزم البيت الأبيض الصمت قبل اجتماع الأربعاء، ورفض الإفصاح عن تفاصيل حول جدول أعمال بايدن للمحادثات وذلك بسبب خطة نتنياهو المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي.

وأحدثت خطة نتنياهو انقساما شديدا في البلاد، وأثارت شهورا من الاحتجاجات الحاشدة ضد حكومته.

أعرب بايدن في وقت سابق هذا العام عن استيائه من خطة الإصلاح، وقال إن نتنياهو "لا يستطيع المضي قدما في هذا الطريق"، وحثه على إيجاد حل وسط.

تعثرت مفاوضات نتنياهو مع المعارضة الإسرائيلية، ومضى ائتلافه قدما في خطته واعتمد أول جزء رئيسي من التشريع في الكنيست في يوليو الماضي.

قال البيت الأبيض إن محادثات الأربعاء ستركز على "القيم الديمقراطية المشتركة بين البلدين، ووضع رؤية لمنطقة أكثر استقرارا وازدهارا وتكاملا".

يأتي اللقاء في وقت تشهد فيه العلاقات بين إسرائيل والحزب الديمقراطي فتورا.

وقلل مسؤولون في إدارة بايدن من أهمية عقد اللقاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وليس في واشنطن.

ومن المتوقع حصول نتنياهو في نهاية المطاف على دعوة إلى البيت الأبيض رغم احتمال اعتماد توقيت هذه الزيارة على كيفية سير اجتماع الأربعاء.

كما تحرص إسرائيل على التشاور مع الولايات المتحدة بشأن إيران، خاصة فيما يتعلق بمخاوفهما المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

تقول إيران إن برنامجها سلمي، لكنها تخصب اليورانيوم الآن بدرجة أقرب إلى مستويات تصنيع الأسلحة من أي وقت مضى.

وأقر داني دانون، سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة الذي أصبح الآن نائبا في الكنيست عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، بأن اجتماع الأربعاء "ليس له طابع زيارة البيت الأبيض".

وصرح لإذاعة الجيش الإسرائيلي "الاجتماع خال من مظاهر الاحتفال والتقاط الصور التذكارية. مع ذلك، هو اجتماع هادف ومهم للغاية، ويجب أن نكون شاكرين لعقده".