الحمدانية.. ماذا نعرف عن المدينة التي يتحدث أهلها لغة المسيح؟

يعود اسم قراقوش إلى أصل تركي يعني "الطائر الأسود"، وأطلق عليها هذا الاسم من قبل العثمانيين بعد دخولهم في المنطقة بداية القرن السادس عشر أو عن طريق حكام المنطقة التركمان في القرن الخامس عشر.

أما الاسم الآخر "بغديدا" فيعود إلى اللغة الآرامية التي يتحدث السكان لهجة حديثة منها.

اللغة الآرامية هي لغة التي تحدث بها السيد المسيح، وأصبح معظم سكان المدينة يعتنق غالبيتهم الديانة المسيحية التي دخلت في القرن السابع الميلادي على يد القديس يوحنا الديلمي حيث أسس الكنائس والأديرة وفقا مشروع قاعدة البيانات الآرامية الجديدة في الشمال الشرقي للعراق التابع لجامعة كامبردج.

وفقا للجامعة فإن سكان قراقوش عانوا من الكوارث المختلفة خلال الحقبة العثمانية، وكان أكثرها تدميرا الطاعون الذي ضربهم عام ١٧٧٣ والمجاعة عام ١٨٢٨ ليقتل عددا كبير من الأشخاص.

أما في القرن العشرين فقد اضطرت ظروف الحياة أهل المدينة لمغادرة البلدة ليستقروا في المدن العراقية المختلفة بحثا عن التعليم العالي والعمل، أما القرن الحالي فكان تنظيم داعش الذي دخل المدينة أكبر مأساة تجبر السكان على النزوح عام ٢٠١٤ وهي وصول عناصر داعش إلى المدينة لتبدأ رحلة أخرى لطردهم وهو ما حدث في الربع الأخير من عام ٢٠١٦.

وتحوي قراقوش كنيسة "الطاهرة" التابعة للسريان الكاثوليك، وقد بنيت بين عامي ١٩٣١ و١٩٤٨، وتعد أكبر كنائس المدينة، لكنها تعرضت للتخريب على يد داعش الذي حولها لساحة رماية، ولذلك بعد تحرير المدينة تم إعادة "الطاهرة" إلى مكانتها المقدسة بحسب موقع أنباء الفاتيكان.

وبحسب ورقة بحثية لمعهد السياسة الآشورية فإن عدد سكان قراقوش من الآشوريين قبل غزو داعش حوالي ٥٠ ألف شخص وقد عاد منهم بعد تحرير المدينة ٣٥ ألف شخص.

حسب معهد الولايات المتحدة للسلام فإن "وحدات حماية سهل نينوى" هي الجهة الأمنية الرئيسية في مركز الحمدانية المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي الآشوري وتتبع رسميا قوات الحشد الشعبي لكن ينظر إليها أنها مستقلة لحد كبير عنها.

قبل الاحتلال الأميركي للعراق عام ٢٠٠٣ كان عدد المسيحيين في البلاد يقدر بمليون ونصف المليون شخص لكنه تناقص تدريجيا ليصل وفقا لبعض التقديرات إلى ٣٠٠ ألف شخص في الوقت الحالي بحسب يورونيوز.

ويتوزع مسيحيو العراق على ١٤ طائفة أبرزها؛ الأرمنية، الكلدانية، الأرثوذكسية، البروتستانتية والآشورية.

وشهد العراق عام ٢٠٢١ زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان حيث أحيا قداسا في مدينة أربيل لتكون أول زيارة بابوية على الإطلاق بحسب فرانس ٢٤.