واشنطن تغازل أفريقيا للانضمام إلى "دول عدم الانحياز"

في عام ٢٠١٧ افتتحت الصين بشكل رسمي أول قاعدة عسكرية لها خارج البلاد في جيبوتي والتي تقول عنها إنها ليست سوى قاعدة لوجيستية، لكن تقريرا لوزارة الدفاع الأميركية عام ٢٠٢١ يرجح أن تنزانيا وأنغولا وكينيا من بين دول أخرى تعتبرها الصين مقار محتملة لقواعد عسكرية أو لوجيستية لجيشها.

أما مبادرة الحزام والطريق فتشارك فيها وفقا لصحيفة تشاينا ديلي ٥٢ دولة من أصل ٥٥ دولة أعضاء في الاتحاد الأفريقي، أما بالنسبة لكينيا وأنغولا فقد دعمت بكين نيروبي في مشاريع البنية التحتية الحديثة مثل السكك الحديدية وتوسيع الطرق وبناء الموانئ والسدود والصناعات والاتصال الرقمي والمطارات، وقد بلغت تكلفة مرحلة مومباسا-نيروبي من السكك الحديدية، وهو مشروع رئيسي لرؤية كينيا ٢٠٣٠، حوالي ٣.٨ مليار دولار مول بنك التصدير والاستيراد الصيني ٩٠٪ منها فيما مولت الحكومة الكينية المتبقي منها.

وبالنسبة لأنغولا، فإلى جانب مشروعات السكك الحديدية والموانئ تسهم الشركات الصينية في تطوير محطات الطاقة الكهرومائية ومشاريع الإغاثة من الجفاف ومرافق إمدادات المياه وفق تشاينا ديلي.

إذا كان لدى الصين قاعدة في جيبوتي فللولايات المتحدة أيضا قاعدة هي الوحيدة لديها في أفريقيا على أراضي نفس الدولة هي قاعدة "كامب لومينيه" والتي تضم ما يقرب من ٤٠٠٠ شخص من العسكريين والمدنيين الأميركيين وحلفاء واشنطن بحسب موقع القوات البحرية الأميركية.

وفي كينيا، كان العام الماضي هو موعد إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين نيروبي وواشنطن في التجارة والاستثمار (STIP)، وكانت الزيارة الحالية لأوستن موعد الاتفاق الدفاعي بين البلدين لا سيما مع تطوع نيروبي لقيادة القوة المتعددة الجنسيات في هايتي الكاريبية القريبة من الولايات المتحدة والتي تواجه عنف العصابات، علاوة على مواجهة حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة بحسب أسوشيتد برس.

أما أنغولا، التي كانت عادة قريبة من روسيا والصين قد بدأ رئيسها الحالي جواو لورينسو تقاربا منذ العام ٢٠١٧ مع واشنطن التي ستمول جزئيا تجديد خط للسكك الحديد يربط مناطق التعدين في البلاد بميناء لوبيتو الأنغولي، على المحيط الأطلسي بحسب فرانس برس.

ظهر مفهوم عدم الانحياز في النصف الأخير من القرن العشرين مع أفكار رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، الذي روج لـ"طريق ثالث" للدول المتعاطفة مع فكرة رفض الاختيار بين الليبرالية الرأسمالية للولايات المتحدة أو شيوعية الاتحاد السوفييتي.

وأعلن عن الحركة رسميا في مؤتمر باندونغ عام ١٩٥٥ في إندونيسيا، وقد تم اعتماد "إعلان بشأن تعزيز السلام والتعاون العالميين"، ويتضمن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك سلامة الأراضي والسيادة وعدم الاعتداء.

وبحسب معهد الولايات المتحدة للسلام، فإن هناك شكل جديد لهذه الحركة في القرن الحادي والعشرين حيث تعارض هذه الدول بعض القضايا الكبرى مثل الغزو الأميركي للعراق، وانخفاض مساعدات التنمية، وعدم المساواة في المناخ والطاقة.

بالنسبة للعديد من أعضاء هذه الحركة فإنهم لم يختاروا "الانحياز" لروسيا أو الغرب فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.