ما هي أوراق مصر والسودان في مفاوضات "سد النهضة"؟

وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إيتيفا قال بعد آخر جولة مفاوضات إن بلاده تعمل على تركيب ٥ توربينات إضافية لتوليد الكهرباء من سد النهضة، خلال العام الحالي، وبذلك يصل عددها إلى ٧ توربينات، ويستطيع السد إنتاج طاقة بما يعادل ١٨٠٠ ميغاواط.

حينما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في سبتمبر الجاري عن الملء الرابع للسد لم يوضح حجم المياه المخزنة حتى الآن. أما السعة التخزينية المستهدفة لسد النهضة، فتقدّر بـ٧٤ مليار متر مكعب.

ولكن أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، يقول لـبلينكس إنه يمكن تقدير السعة المُخزّنة من السد حتى الآن بنحو ٤١ مليار متر مكعب منذ الملء الأول.

شراقي احتسب هذا الرقم من خلال فحص صور لأقمار اصطناعية، والقيام بقياسات لارتفاع منسوب المياه في البحيرة واستخدام معادلات رياضية. ويرى أن هامش الخطأ في هذا الرقم قد يزيد أو ينقص مليار مكعب من المياه.

يقول خبراء ومطّلعون على الملف، إن استمرار المفاوضات يبقى أمرا مهما حتى في ظل الوضع الحالي، لأنها قد تكون رادعاً لإثيوبيا لملء السد بسعته القصوى مرة واحدة، مما يسبب ضرراً كبيراً لمصر والسودان.

في حين يرى آخرون أن الهدف هو طمأنة دولتي المصب من عدم وجود ضرر من سد النهضة.

شراقي يرى أن إثيوبيا كانت تخشى أن تسفر المفاوضات عن تحديد كمية معينة من المياه تُخزن خلف السد كل عام.

واستطاعت إثيوبيا أن تحقق بملء السد لمدة أربع سنوات ما كانت تخشى أن تعرقله المفاوضات، يشرح الخبير المصري أن موقف أديس أبابا أصبح "أقوى من الأول" لأن جزءا كبيرا من التخزين قد تم بالفعل.

من جهته يقول مستشار وزير المياه والطاقة الإثيوبي محمد العراسي إنه كانت هناك مخاوف من وقوع أضرار على دولتي المصب أثناء عمليات الملء، ولكن إثيوبيا أتمت حتى الملء الرابع للسد من دون حدوث أي مشكلة أو ضرر يذكر على مصر والسودان.

مصر ما زالت لديها نقاط قوة عديدة، منها مكانتها في المنطقة وعلاقتها الجيدة بالدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين.

ويرى شراقي أن المفاوضات مهمة لمصر لعدة أسباب من بينها أن إثيوبيا قد تلجأ لملء الجزء المتبقي من السد مرة واحدة بدلاً من ملئه على عدة مراحل في حال توقفت المفاوضات.

يشرح أستاذ الجيولوجيا نقطة القوة الثانية في يد المفاوضين المصري والسوداني، وهو ضرورة التوصل لاتفاق حول تشغيل السد في السنوات القادمة خاصة في وقت الجفاف.

وتعاني مصر من فقر مائي، فيصل نصيب الفرد من المياه في مصر نحو ٥٠٠ متر مكعب سنوياً أي ما يعادل نصف حد الفقر المائي.

ويضيف شراقي أن إثيوبيا تسعى لإقامة سدود أخرى. فإذا انتهى الأمر في هذا السد من دون اتفاق فيمكن أن يحدث نفس الشيء مع مشروعات إثيوبيا الأخرى.

هذا وبالرغم من عدم التوصل لتفاهم خلال المفاوضات الأخيرة، إلا أن الدول الثلاث اتفقت على عقد جولة جديدة في منتصف شهر أكتوبر الجاري.