من غارنر إلى فلويد.. الأميركيون الأفارقة "يختنقون"

زارت الولايات المتحدة في وقت مبكر من هذا العام، آلية خبراء دوليين مستقلة تابعة للأمم المتحدة، وأصدرت تقريرا حول زيارتها في الـ٢٨ من سبتمبر الجاري.

قالت لجنة الخبراء إن هناك عنصرية ممنهجة ضد الأميركيين من أصول أفريقية بين قوات الشرطة الأميركية ونظام العدالة الجنائية على حد سواء، وأن "إرث العبودية وتجارة الرقيق والفصل العنصري ما يزال متجليا في شكل التنميط العنصري والقتل على يد الشرطة"، وغيرها من الانتهاكات.

وفقا للتقرير يعتبر الأميركيون من ذوي البشرة السمراء أكثر عرضة للقتل على يد الشرطة بثلاث مرات مقارنة بذوي البشرة البيضاء، كما أنهم أكثر عرضة للسجن بحوالي ٤.٥ مرة.

لا يُرجح التقرير أن عمليات القتل تقع في إطار الفردية، مؤكدا أن هناك أدلة قوية تشير إلى أن سلوك بعض ضباط الشرطة هو جزء من نمط أوسع وخطير، كما أن مؤسسات العدالة الجنائية في الولايات المتحدة تعيد إنتاج القيم والمواقف والقوالب النمطية للمجتمع والمؤسسات الأمريكية، حسب ما وصف التقرير.

وقال التقرير إن ضباط الشرطة المسلحين لا ينبغي أن يكونوا أول المستجيبين الافتراضيين لكل قضية اجتماعية في الولايات المتحدة، بما في ذلك أزمات الصحة العقلية، والتشرد، والسيطرة على حركة المرور، أو الانضباط في المدارس.

بعض من أنماط التعامل مع الأميركيين من أصول أفريقية يثير قلق القائمين على التقرير، خاصة هؤلاء الواقعين رهن الاحتجاز أو من يقضون عقوبات في السجون.

يشير التقرير إلى حالات تقييد النساء رهن الاحتجاز أثناء الولادة، أو الحكم على أطفال بالسجن مدى الحياة، أو منع المدانين من التصويت بعد سنوات من انتهاء فترة عقوبتهم.

"مزرعة السيد الأبيض" تجلت كذلك في التقرير الذي أشار أن بعض الأشخاص تعرضوا للعمل القسري في السجون وفقا لأنماط عمل تُشبه "المزارع العبودية" مما يشكل نمطا من العبودية المعاصرة، وفقا للتقرير.

في العام ٢٠٢٠، أثارت وفاة وفاة جورج فلويد موجات من التظاهرات الغاضبة في الولايات المتحدة اعتراضا على الاستخدام المفرط للعنف، رافعة شعار "بلاك لايفز ماتر" أو بالعربية حياة السود مهمة.

ظا هذا الشعار ظل حاضرا في الأجواء منذ إنطلاقه كوسم إلكتروني في العام ٢٠١٣ حسب الموسوعة البريطانية، إلا أن قائمة من قضوا في مواجهات غير متوقعة مع الشرطة يطول ذكرها، وبعض تلك الحوادث تمكن من ترك أثر تشريعي أو أثر في الوجدان الأميركي والعالمي، وهذه أشهرها:

إريك غارنر- ١٧ يوليو٢٠١٤

قبل أن يفارق الحياة، قال غارنر: " لا أستطيع التنفس"، العبارة التي أصبحت أيقونة في التظاهرات احتجاجا على مقتله بعد أن قيده ضابط شرطة في قبضة خانقة أثناء محاولة اعتقال، وهي الحركة التي تعرف باسم "القضبة المميتة" والمُجرم استخدامها.

لماذا مات غارنر؟

يُعتقد أنه كان يبيع السجائر بشكل غير قانوني، لكن محاولة القبض عليه أسفرت عن قتله، في الوقت ذاته لم يتم توجيه اتهامات ضد الضابط المتسبب في وفاته ولم يُطرد من وظيفته سوى بعد خمس سنوات، بحسب مكتبة جامعة ستانفورد.

في يونيو من عام 2020، أقر مجلس ولاية نيويورك "قانون إريك غارنر لمكافحة الاختناق"، الذي ينص على عقوبات جنائية لاستخدام ضباط الشرطة طريقة الخنق.

فيلاندو كاستيل- ٦ يوليو ٢٠١٦

كان كاستيل يقود سيارة عندما أوقفه ضابط شرطة شك في أن ملامحه تُشبه مشتبه به في قضية سرقة، خلال دقائق، من توقيفه، أطلق ضابط الشرطة 7 رصاصات قاتلة عليه، والسبب هو اشتباهه في أن الضحية كان يمد يديه إلى سلاح ناري، أخبره بنفسه أنه يملكه وحاصل على ترخيص باستخدامه.

بعد لحظات من مقتل كاستيل بدأت صديقته التي كانت جواره في السيارة بث حي لموقع الحادث، إلا أن الضابط المتهم بالقتل، حصل على براءة من الجريمة في العام التالي، حسب صحيفة نيويورك تايمز.

بريونا تايلور- مارس ٢٠٢٠

تايلور كانت في الفراش، تستعد للنوم عندما اقتحمت قوات الشرطة منزلها، حاول صديقها الذي كان جوارها صد العدوان الغامض عبر إطلاق طلقة تحذيرية، قال لاحقا إنه لم يكن يعلم أن الشرطة هي من اقتحمت المنزل لمحاول تطبيق أمر تفتيش.

أطلقت قوات الشرطة حوالي ٣٢ طلقة نارية حسب هيئة الإذاعة البريطانية، ما أدى لمقتل تايلور.

لاحقا تلقت أسرة الشابة تسوية قدرها ١٢ مليون دولار أميركي.

جورج فلويد- ٢٥ مايو ٢٠٢٠

فلويد كان في طريقه لشراء علبة سجائر، إلا أنه اتهم بأن أمواله مزيفة ما أدى لاستدعاء الشرطة، حاول الضباط تقييده، أحدهم ثبت ركبته على رقبة فلويد لمدة تزيد عن 8 دقائق، الأمر الذي أدي لمقتله، وإشعال موجة مظاهرات عارمة في الولايات المتحدة.

خلال اليوم التالي على الحادث، تم طرد الضباط الأربعة المتورطين في الحادث من الخدمة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، كما وجهت إليهم اتهامات بالقتل والقتل غير العمد.

أُدين الضابط ديريك شوفين بالقتل من الدرجة الثانية ليمضي ٢٢ عام ونصف العام خلف القضبان حسب وكالة أسوشيتد برس.