أميركا تخاف المحتوى الصيني.. وترد بـ58 صفحة

تحت عنوان "كيف تسعى جمهورية الصين الشعبية إلى إعادة تشكيل بيئة المعلومات العالمية" أصدر المركز الأميركي تقرير يعد الأول من نوعه، بحسب وكالة أسوشيتد برس، فسر فيه، خلال ٥٨ صفحة ما وصفه بأنه تكتيكات وتقنيات تستخدمها بيكين لتشكيل الرأي العام.

وحذر التقرير من أن "الحملة الإعلامية" الصينية قد تقوض المصالح الأميركية وتؤثر على آليات اتخاذ القرار في جميع أنحاء العالم.

وجاء في مقدمة الملخص التنفيذي للتقرير، المنشور على موقع وزارة الخارجية الأميركية: "يجب أن تتمتع كل دولة بالقدرة على رواية قصتها للعالم. ومع ذلك، ينبغي لسرد الأمة أن يرتكز على الحقائق.. تستخدم جمهورية الصين الشعبية مجموعة متنوعة من الأساليب الخادعة والقسرية في محاولتها التأثير على بيئة المعلومات الدولية. يمتد التلاعب بالمعلومات في بكين إلى استخدام الدعاية والمعلومات المضللة والرقابة".

وفقا للتقرير، قد يؤدي ذلك التوجه الصيني إلى "إعادة تشكيل مشهد المعلومات العالمي".

وفقا للتقرير تستخدم الصين ٥ عناصر في نهج التعامل مع المعلومات؛ فهي تعزيز الاستبداد الرقمي وتستفيد من الدعايا والرقابة وتستغل المنظمات الدولية والشراكات، وتجمع بين التعاون والضغط كما أنها تسيطر على وسائل الإعلام الناطقة باللغة الصينية.

عبر تلك العناصر تتمكن الصين من التلاعب بالمعلومات الأجنبية، وتعزز النظرة الإيجابية لها وتقمع المعلومات أو الروايات المتعارضة مع سرديتها، خاصة في بعض الملفات الجدلية كملف حقوق الإنسان وتايوان وبحر الصين الجنوبي وكذلك الاقتصاد المحلي والمشاركة الاقتصادية الدولية.

وفقا للتقرير، تسعى الصين لتدعيم سرديتها أو ما وصفه التقرير بـ "المحتوى المتحيز" أو "الكاذب" عبر أكثر من طريق، بينها الاستحواذ على حصص في وسائل الإعلام الأجنبية، ورعاية صناع المحتوى والمؤثرين على شبكة الإنترنت.

وصل نهج الصين الإعلامي كذلك لشخصيات من النخب السياسية الأجنبية وحتى الصحفيين أنفسهم.

على الجهة الأخرى، يُستخدم "الترهيب" لمحاولة إسكات الأصوات المعارضة، فعلى تطبيق "وي تشات" تتبع السلطات صناع المحتوى إما بالرقابة أو المضايقات.

وفي المجتمعات الديمقراطية تُستخدم الآليات القانونية لقمع المنتقدين.

لم تقف بكين معقودة اللسان أمام التقرير الأميركي، بل انتقدته من خلال وزارة خارجيتها والمتحدث باسم سفارتها في واشنطن، حيث وصفت التقرير بأنه في حد ذاته يحرف الحقائق ويتضمن معلومات مضللة.

ووصفت وزارة الخارجية الصينية مركز المشاركة العالمية بأنه مصدر معلومات مضللة ومركز قيادي لـ"حرب التصورات".

وفي بيان مكتوب، قال ليو بينجيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن عن التقرير: "مجرد أداة أخرى لإبقاء الصين في الأسفل ودعم الهيمنة الأميركية".