يخلط مع "مخدر الزومبي".. خلاف صيني أميركي حول "المادة القاتلة"

في مايو الماضي، خرج الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور ليقول إن بلاده تملك دليلا على أن شحنات الفنتانيل غير القانونية تأتي من الصين بعد اعتراض حاوية تتضمن طرودا مخبأة من العقار في ميناء لازارو كارديناس على المحيط الهادئ.

قبل ذلك بشهرين، كتب أوبرادور إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ يطلب مساعدة بكين في مكافحة المخدرات، بعد أن حثه السياسيون الأميركيون على القيام بذلك بحسب ما أفادت بي بي سي.

وفي أبريل كان أبناء تاجر المخدرات الشهير "ال تشابو" اتهموا بتهريب الفنتانيل للولايات المتحدة حيث يوجد أحدهم، والمعروف باسم الفأر، في سجون أميركا.

الصين من جانبها، نفت على لسان المتحدث باسم خارجيتها ماو نينغ الأمر ليقول "لا يوجد شيء اسمه تهريب غير قانوني للفنتانيل بين الصين والمكسيك"، مشيرا أن أزمة الفنتانيل مشكلة "صنعت في الولايات المتحدة بالكامل".

تواجه الولايات المتحدة أزمة متزايدة مرتبطة بانتشار عقار الفنتانيل في الدولة وزيادة حالات الوفاة المرتبطة بالجرعات الزائدة من هذا المخدر لا سيما مع خلطه بالزلازين، وهو عقار يستخدم لتهدئة الحيوانات وغير مسموح للاستخدام البشري لكن أصبح هو العقار الأكثر رعبا المعروف باسم "عقار الزومبي".

وبحسب مجلة فوربس، تم العثور على الفنتانيل المختلط بالزيلازين في ٤٨ ولاية، مما يخلق ما يسميه الخبراء "المخدرات الأكثر فتكا" في البلاد، حيث تمتد آثاره إلى فقدان الذاكرة وعدم وضوح الرؤية والموت.

وبحسب تقرير مركز مكافحة الأمراض والتحكم الأميركي فإن هناك زيادة بنسبة ٢٧٦٪ في عدد الوفيات الناجمة عن جرعات زائدة من الفنتانيل المخلوط بالزيلازين بين يناير ٢٠١٩ ويونيو ٢٠٢٢.

وفقا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي فإن يونيو الماضي شهد القبض، على صينيين، والكشف عن ثلاث لوائح اتهام لشركات قائمة في جمهورية الصين الشعبية تتعلق بالفنتانيل.

من جانبها، وفقا للتقرير، اتهمت بكين الولايات المتحدة باختطاف الشخصين في فيجي ونقلهما للمحاكمة ما "يقوض أسس التعاون بين البلدين في مجال مكافحة المخدرات".

ويشير التقرير أيضا إلى إضافة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصين على القائمة الأميركي للدول المنتجة للمخدرات والعابرة منها، وقد اعتبرت بكين هذا التصنيف "تشويه خبيث" ضدها.

رغم ذلك فإن الصين، وفقا للتقرير، أضافت عام ٢٠١٩ جميع المواد المرتبطة بالفنتانيل والتي لم يتم إدراجها بالفعل في "القائمة التكميلية للأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية الخاضعة للرقابة ذات الاستخدام غير الطبي".

وتعاونت بكين وواشنطن في تحقيقات مشتركة أسفرت عن إصدار محاكم الصين الشعبية في مقاطعة خبي وشانغهاي أحكاما على متهمين تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة وكندا، علاوة على ذلك فقد سمحت الصين بفتح مكاتب لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية في بكين وشانغهاي وقوانغتشو وهونغ كونغ.

بحسب المعهد الوطني لتعاطي المخدرات الأميركي فإن الفنتانيل هو مادة أفيونية اصطناعية قوية تشبه المورفين ولكنها أقوى بنسبة 50 إلى 100 مرة، ويتشاركان أنهما يستخدمان بوصفة طبية لكن أيضا يستخدمان بصورة غير قانونية.

ويؤدي الفنتانيل إلى آثار هي:

• السعادة القصوى
• النعاس
• غثيان
• ارتباك
• إمساك
• التخدير
• مشاكل في التنفس
• فقدان الوعي

ولكن الجرعات الزائدة منه تؤدي إلى تباطئ التنفس أو توقفه ما يؤدي إلى تقليل كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، ما يؤدي إلى حدوث غيبوبة وتلف دائم في الدماغ وربما الموت.