تركيا والطرف الثالث.. أنقرة تكرر سيناريو نوفمبر

بعد انفجار عبوة ناسفة في مدينة اسطنبول في نوفمبر الماضي قتل على إثرها ٦ أشخاص وأصيب العشرات، كانت أصابع الاتهام توجه أيضا لحزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية التي تشمل وحدات حماية الشعب الكردية، لتبدأ هجمات وغارات جوية في شمال شرق سوريا.

خلال ٤ أيام كانت تركيا قد شنت ما لا يقل عن ١٠٠ غارة جوية وطائرات بدون طيار ومدفعية على بلدات ومدن شمال شرق سوريا، حينها طلب قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي من الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهد لمنع التدخل البري من جانب أنقرة في وقت كانت إدارة بايدن تقول فيه إن ما يحدث يهدد بخرق العلاقات مع تركيا وعودة داعش، وفقا لواشنطن بوست.

وبعد أيام قليلة أفادت واشنطن بأن أحد غارات تركيا عبر مسيرة، وضعت قواتها المتمركزة في المنطقة في خطر دون ذكر مزيد من التفاصيل بحسب CNN.

حينما اندلعت الحرب في سوريا عام ٢٠١١، لم تكن وحدات الشعب الكردية جزء مما عرف حينها بـ"الجيش السوري الحر"، لكنهم شكلوا فيما بعد العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية والتي تكونت عام ٢٠١٥ في القامشلي من العرب والكرد والسريان وبعض المكونات الأخرى بحسب بي بي سي .

وتعتبر وحدات حماية الشعب (YPG) الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا المشكل عام ٢٠٠٣ باعتباره فرعا من حزب العمال الكردستاني الساعي لإنشاء دولة كردية في تركيا بحسب بلومبرغ.

سوريا الديمقراطية واجهت تنظيم داعش الإرهابي حتى دحرته، وتشكل في عام ٢٠١٩ منطقة حكم ذاتي في شمال شرق البلاد ليست تابعة للحكومة في دمشق ولا للمعارضة.

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن واشنطن أنشأت ثالث قواعدها في القامشلي بريف الحسكة شمال شرقي سوريا في سبتمبر من عام ٢٠٢٢، فيما تتوزع بقية القواعد في:

• قرية هيمو، أربعة كيلومترات شمال غربي القامشلي.
• تل فارس، ثلاثة كيلومترات جنوب غربي القامشلي، بمحاذاة نهاية مهبط مطار القامشلي.

وبوجه عام فإن القوات الأميركية و"التحالف الدولي" يتمركزون في مناطق قوات سوريا الديمقراطية لا سيما حول العديد من آبار النفط وغاز والمواقع الاستراتيجية فيما تعد قاعدة حقل العمر النفطي في دير الزور أكبر قاعدة لها في البلاد.

سبتمبر المنصرم، كان موعد دير الزور مع انتفاضة لمقاتلين من العشائر العربية أدت إلى قتال مع قوات سوريا الديمقراطية سقط فيها العشرات على خلفية عزل "سوريا الديمقراطية" قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها، أحمد الخبيل، بالإضافة لأربعة آخرين من قيادات المجلس، لارتكابهم ما قالوا إنه "جرائم وانتهاكات" بحسب وسائل إعلام محلية.

بعد أسبوع خرج قائد سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ليقول، بحسب رويترز، إنه التقى بزعماء العشائر ويحترم طلبهم بالإفراج عن عشرات المقاتلين المحليين الذين انتفضوا واعتقلوا في أثناء إخماد قوات سوريا الديمقراطية للاضطرابات.

ما بين هذا وذاك كانت الولايات المتحدة تسعى لتخفيف التوتر كي لا يستفيد "داعش" أو الأطراف الأخرى من الخلاف.

وفي نهاية الشهر المنصرم، تجددت اشتباكات بين سوريا الحرة ومع "مسلحين" موالين لدمشق، ما أسفر عن مقتل ٢٥ شخصا غالبيتهم من المسلحين بحسب فرانس ٢٤.