8 صواريخ أطاحت بالبرج.. خليل شاهد على انهيار منزله

بالنسبة لمتابعي نشرة الأخبار، بدا الأمر مفاجئا، مبنى كبير من ١٤ طابقا ينهار في لحظات بعد اختراقه بالصواريخ من كل جانب.

لكن أهالي حي الرمال، عاشوا مشهد انهيار المبنى بتفاصيل أدق وبالتدريج لنحو ٥٠ دقيقة، كما يصف أبو أحمد اللولو، أحد سكان المنطقة، الذي يبعُد منزله عن البرج ١٠٠ متر فقط.

يقول أبو أحمد "قبل المغرب بحوالي نصف ساعة، علمت أن السكان تلقوا تحذيرا بأن البرج على وشك التعرض للقصف، وبعد 20 دقيقة، أُصيب البرج بالفعل بصاروخ تحذيري أعلى سطحه".

بعد مضي ربع ساعة، شاهد أبو أحمد الصواريخ تُمطر البرج، "7 صواريخ متتالية أصابته، ثم صاروخ أخير بعد فترة وجيزة".

ما يقوله أبو أحمد الآن "الوضع زي ما أنت شايف. لكن الحمد لله على كل حال".

يبدو الرجل الخمسيني متماسكا، بينما يحكي عن تضرر المحال والمنازل المجاورة، ومن بينها محل تجاري يملكه ابن أخيه. يقول: "بالنسبة للمحلات والبيوت، اتدمرت شبه دمار كامل، يعني ما تصلحش للسكن والعمل".

بالرغم من حدة المعارك المشتعلة حتى الآن، يعتقد أبو أحمد أن الأمر كان متوقعا "التصعيد اللي صار اليوم كان متوقع إنه يصير"، لكنه ما يزال يشعر بغصة نتيجة للدمار الذي حل بالمنطقة التي ولد فيها وما حل بجيرانه: "هذا شيء من حياتنا من أصولنا، ومن جذورنا".

يشرح: "مش عارفين إيش يعملوا.. كل اللي ساكنين في البرج مدنيين".

لكن وكالة أسوشيتد برس تُشير إلى أن البرج الشهير في غزة يضم مكاتب مرتبطة بجماعتي حماس والجهاد الإسلامي المسلحتين، بالإضافة إلى منازل الأسر من المدنيين.

فيما تُرك هامش من الوقت لسكان البرج المستهدف حتى يغادروه قبل القصف، يقول مالك إحدى الشقق في البرج، خليل كانون، إن السكان أخلوه منذ أغسطس 2022، وهي آخر مرة تم استهداف البرج فيها من قبل الجيش الإسرائيلي.

عن الاستهدافات السابقة للبرج، يقول كانون: "اعتدنا الهجمات الإسرائيلية، تم استهداف البرج خلال ٥ أو ٦ تصعيدات سابقة مع إسرائيل".

يقول كانون إن ما ترتكبه إسرائيل يعتبر جريمة للضغط على السكان الذين أخلوا البرج لبدء عمليات الترميم وإعادة التأهيل منذ أكثر من عام، والتي ينفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وعدة جهات مانحة أخرى، كي يمنحوا سكانه فرصة العودة لمنازلهم بعد النزوح.

يصف كانون حاله عقب خسارة منزله: "نحن في حالة يأس، وهذا حالنا كشعب فلسطين، يجب علينا أن نصبر ويجب علينا أن نشكر الله ونحمده على كل حال".