مدارس الأونروا.. ملجأ "أم حسن" وأكثر من 70 ألف غزاوي غيرها

بين أحفادها، تجلس أم حسن صبح تحكي عن رحلتها من بيت لاهيا لواحدة من مدارس الأونروا، فبعدما تزايدت أصوات القصف الإسرائيلي، ذهبت الجدة وعائلتها المكونة من ٧ أفراد إلى دار الجيران لكن الرحيل كان هو المصير من أصوات القصف.

في كل مرة تبدأ الحرب اعتادت أم حسن على القدوم إلى مدرسة الأونروا فهي، بحسب حديثها لبلينكس، آمنة متمنية توقف الحرب.

تقول أم حسن "قدمت أنا وبناتي الثلاث المتزوجات وأحفادي وزوجي، لم نحضر سوى ملابس قليلة جدا ولكن لم نحضر فرش ولا طعام، ولا أي شئ خوفا من أصوات القصف".

محمد العامودي جاء مع عائلته الكبيرة المكونة من عشرات الأفراد من بيته الكائن في بيت لاهيا إلى واحدة من مدارس الأونروا، فهي، بحسب حديثه لبلينكس، الوحيدة الآمنة كملجأ للشعب الفلسطيني، فالجيش الإسرائيلي لا يفرق بين الطفل والشيخ، بحسب العامودي.

يقول العامودي "قدمت مع عائلتي المكونة تقريبا من ٥٢ فردا على المدرسة لنجلس في غرفة، فالمدرسة الخاصة بالأونروا هي الوحيدة الآمنة كملجأ للشعب الفلسطيني".

يؤكد العامودي، وقوفه مع أي شخص يعيد "الحق الفلسطيني" كاملا لأهله، ليصبح الفلسطينيون كأي مواطن يعيش في أي دولة حتى لو دولة فقيرة.

قالت الوكالة إن ثلاث من مدارسها تعرضت لأضرار ”جانبية” جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، إضافة إلى توقف عملياتها في تسع آبار مياه حول قطاع غزة.

وبحسب إيناس حمدان، القائم بأعمال مسؤول الإعلام في غزة، فإن العمليات في ثلاث آبار استؤنفت اليوم الأحد، وقد تم إغلاق مراكز توزيع الغذاء التابعة للوكالة، والتي توفر الخدمات لأكثر من ٥٤٠ ألف شخص من سكان غزة، منذ يوم السبت.

رغم ذلك فإن مدارس الأونروا لم تسلم من الغارات الإسرائيلية، ففي إحدى المدارس في حي الشيخ رضوان شمال غرب وسط مدينة غزة، وصف السكان الغارات الإسرائيلية الليلية التي أصابت فناء المدرسة وتسببت في حالة من الذعر وإصابات طفيفة بين أولئك الذين لجأوا هناك، حسبما أفادت أسوشيتد برس.

في مدرسة أخرى تعمل كملجأ في وسط مدينة غزة، كان الناس يكدسون البطانيات والمواد الغذائية في المبنى المكون من ثلاثة طوابق. أحضر الوافدون الجدد الفرشات، وحشدوا أطفالهم في فصول دراسية صغيرة ومزدحمة.

قالت أم محمد، والدة محمد، وهي من سكان منطقة على الحدود الشرقية لقطاع غزة: "لم نعرف إلى أين نذهب". ووصفت استيقاظها في منتصف الليل على الصراخ والإضرابات ودعوات الإخلاء. "لقد وصلنا إلى المدارس بأعجوبة لأنه لم تكن هناك وسائل نقل".

يستلقي المسن الفلسطيني محمود السرساوي موصولا بأنبوب أكسجين، على منضدة خشبية داخل مدرسة في غرب غزة لجأ إليها مع أفراد عائلته هربا من الغارات الإسرائيلية التي تطال القطاع ضمن أحدث جولة تصعيد مع حركة حماس.

ويقول السرساوي (68 عاما) الذي أحاط به عدد من أحفاده داخل المدرسة التابعة للأونروا، إنه فرّ من منزله في حي الشجاعية في شمال القطاع مع أبنائه الخمسة وزوجاتهم وأطفالهم.

ويضيف لوكالة فرانس برس "نحن نحو سبعين شخصا في البيت جئنا جميعا الى هنا هربا من القصف الإسرائيلي".

يخشى السرساوي نفاد مخزون قارورة الأكسجين، لكن الوضع الناتج عن القصف كان مخيفا، فلا حل سوى مدارس الوكالة للاختباء.

وفي المدرسة، جلست نساء عائلة السرساوي على فرش اسفنج أحضرنها من منزلهن، والى جانبهن غاز للطهو وكميات من المعلبات الغذائية وملابس مكدسة في أكياس.

وبدا وجه زوجة ابنه أمل (37 عاما) شاحبا بعدما أمضت الليل مستيقظة في ظل الغارات الجوية الإسرائيلية وصراخ أطفالها المذعورين من القصف.

وتقول وهي تدلّ على أطفالها الخمسة "فوجئنا صباح السبت بدوي الصواريخ والقصف الاسرائيلي... جمعت ما يلزمنا من المنزل وهرعنا نحو المدرسة".

وتشكو السرساوي انعدام "المياه الصالحة للشرب، حتى دخول الحمام يعتبر معاناة هنا، الوضع لا يحتمل نفسيا ومعيشيا".