لا ماء ولا كهرباء ولا مساعدات أوروبية.. ماذا يواجه سكان غزة منذ ١٥ عاما؟

على مدار اليومين الماضيين، اتخذت إسرائيل إجراءات متتالية لفرض الحصار على أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ومع اليوم الأول للمعارك أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية السبت قطع إمدادات الكهرباء المخصصة لقطاع غزة.

واليوم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه أمر بفرض "حصار كامل" على القطاع فـ"لا طعام ولا ماء ولا غاز"، ليشتد الخناق الذي تفرضه دولته منذ أكثر من ١٥ عاما على السكان البالغ عددهم ٢.٤ مليون نسمة.

تصريحات غالانت التي وصف فيها من يقاتلونهم بالـ"حيوانات" أعقبها أمر من وزير الطاقة الإسرائيلي "إسرائيل كاتس" شركة المياه الوطنية بقطع إمدادات المياه عن قطاع غزة "فورا".

أعلنت ألمانيا والنمسا، اليوم الاثنين، تعليق مساعداتهما التنموية للأراضي الفلسطينية بعد هجوم الحركات الفلسطينية المسلحة ضد إسرائيل.

في برلين، قالت ناطقة باسم وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية إن المساعدات "تتم مراجعتها، وهذا يعني تعليقها مؤقتا".

تبلغ قيمة المساعدات التي علقتها ألمانيا 125 مليون يورو (131 مليون دولار) لهذا العام والعام المقبل، وتشمل المشاريع الممولة خصوصا "منشأة لتحلية المياه والتدريب المهني وإتاحة فرص عمل للشباب والأمن الغذائي".

رغم ذلك، فالمساعدات القادمة من الخارجية الألمانية لا تزال مستمرة حيث بلغت قيمتها 73 مليون يورو (77 مليون دولار)، نظرا لاستخدامها في "إنقاذ أرواح".

أما النمسا، فتبلغ القيمة الإجمالية للمساعدات التي علقتها نحو 19 مليون يورو (20 مليون دولار)، وكانت مخصصة لعدد من المشاريع حسبما أعلن وزير الخارجية فيينا ألكسندر شالنبرج الذي قال إن بلاده ستقيّم مشروعاتها قبل أن تقرر كيفية المضي قدما بالتشاور مع الشركاء داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه.

آخر من علق المساعدات التنموية كانت المفوضية الأوروبية التي وضعت 691 مليون يورو (728.66 مليون دولار) قيد المراجعة مع تعليق جميع المدفوعات على الفور بحسب رويترز.

تبلغ مساحة قطاع غزة ٣٦٥ كيلو مترا مربعا بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، حيث يبلغ طولها ٤١ كيلومترا و١٠ كيلومترات عرض يعيش فيها قرابة ٢.٢ مليون فرد يمثلون (٤٠.٥٪) من سكان فلسطين بحسب إحصائية نهاية عام ٢٠٢٢ ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.

ومنذ انفراد حركة حماس بالسلطة في القطاع عام ٢٠٠٧ يواجه سكان القطاع حصارا أدى لاعتماد ٨٠٪ منهم على المساعدات الإنسانية وأصبح أكثر من ٥٠٪ منهم تحت خط الفقر بحسب تصريح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك العام الماضي.

إضافة لذلك، تواجه غزة أزمة مزمنة بالأساس في وصول الكهرباء تفاقمت خلال العقد الماضي.