القصف في كل مكان.. أين يختبئ سكان غزة؟

تصاعد النزوح الجماعي، الثلاثاء، في مختلف أرجاء قطاع غزة، ليصل إلى أكثر من 187 ألف نازح (بحسب أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية)، ومن المتوقع أن يزداد أكثر. ولا يزال حوالي 3,000 فلسطيني في غزة مهجرين في أعقاب التصعيد، بحسب الأونروا.

حوالي 137 ألف نازح داخليا يقيمون في 83 مدرسة تابعة للأونروا في كافة مناطق قطاع غزة.

وكانت الأمم المتحدة قالت الإثنين إن "١٢٣ ألف مواطن فلسطيني نزحوا في قطاع غزة"، دقة التصريح تبين مدى خطورة الحياة في القطاع المحاصر، فالمواطنون نزحوا "في" غزة وليس "من" غزة. إذ لا يسمح لهم بمغادرة القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ ٢٠٠٥ وتحتله منذ ١٩٦٧.

ونقلت روتيرز عن مواطنين غزيين أن الناس أصبحت تتجه من "أطراف القطاع إلى وسطه" كونها المنطقة الأقل عرضة للصواريخ، حسبما يعتقدون. الغارات الأخيرة التي توزعت على شمال غزة ووسطها وجنوبها أثبتت أنه لا مكان آمن في الـ ٣٥٠ كيلو متر مربع التي يشكلها القطاع في الوقت الحالي.

أم حسن صبح التي تسكن في بيت لاهيا في القطاع قالت لـ"بلينكس" إنها جمعت أغراضها الشخصية القليلة وخرجت هي وبناتها وحفيداتها إلى بيت جيرانهم المجاور "لأنهن خائفات في البيت وحدهن"، وتابعت أم حسن: "تجدد القصف، فذهبنا إلى مدرسة الأونروا، لكن الخوف ما زال موجودا".

١٣٧ ألف شخص من النازحين توجهوا لمدارس الأونروا الـ٨٣ في القطاع، لتكون ملاذا لهم من القصف الذي يستهدف البيوت عشوائيا. وتبلغ الكثافة السكانية في التجمعات السكنية في القطاع أكثر من ١٣ ألف مواطن لكل كيلو متر مربع، وهو ما يجعلها من أكثر الأماكن ازدحاما في العالم.

نصح الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، الفلسطينيين الفارين من ضرباته الجوية على قطاع غزة بالتوجه إلى مصر.

وأصدر الجيش الإسرائيلي تعديلا للتصريح، وقال في بيان التعديل إن المعبر الحدودي بين غزة ومصر مغلق حاليا.

ونشر الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي فيديو على منصة إكس يتحدث فيه أحد الضباط الإسرائيليين واسمه "بِن" لسكان غزة وينصحهم بمغادرة بيوتهم والاتجاه إلى المدارس لأن القصف سيطال عدة مناطق في القطاع.

وذكر بن في الفيديو أسماء مناطق يجب على سكان غزة أن يذهبوا إليها.

وتعتبر العملية العسكرية التي أطلق عليها القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف اسم "طوفان الأقصى" من أقوى العمليات التي نُفذت ضد إسرائيل منذ حرب أكتوبر في ١٩٧٣، حيث قتل أكثر من ١٠٠٠ إسرائيلي منذ صباح السبت، أغلبهم قتلهم مسلحو الفصائل الفلسطينية بعد اختراقهم الحدود والدخول إلى مستوطنات غلاف غزة.

في المقابل أعلنت إسرائيل اسم "السيوف الحديدية" على العملية العسكرية التي تقوم بها في غزة، قبل أن يخرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويعلن أن البلاد في حالة "حرب".

ويعتبر وجود أسرى إسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية نقطة التحول الكبرى في هذه الجولة من الحرب، إذ أعلنت مصادر إسرائيلية أن عدد الأسرى من الجنود والمدنيين الإسرائيليين تجاوز الـ ١٠٠ أسير. فيما نقلت رويترز عن مصدر سياسي إسرائيلي أن القصف سيستمر على القطاع "رغم وجود أسرى إسرائيليين فيه".