في 4 خطوات.. كيف تعمل القبة الحديدية وهل انتهت أسطورتها؟

القبة الحديدية هي نظام دفاعي أرضي متحرك، يتتبع الصواريخ، وقذائف الهاون الموجهة نحو إسرائيل، من اجل تدميرها قبل أن تحقق أهدافها.

وبحسب (سي إن إن ) بدأ تطوير القبة الحديدية لأول مرة في عام 2007. وبعد اختبارات مستمرة طوال عامي 2008 و2009، تم نشر أولى بطاريات القبة الحديدية في عام 2011، كما تم تحديث النظام عدة مرات منذ ذلك الحين.

وفعليا، تضاعفت رغبة إسرائيل في بناء المنظومة بعد مقتل 44 جنديا إسرائيليا في 2006 جراء إطلاق حزب الله لـ4 آلاف صاروخ كاتيوشا قصيرة المدى عليها.

وأسهمت كل من شركتي "رافائيل" لأنظمة الدفاع المتقدمة، وشركة صناعات الطيران الإسرائيلية بالتعاون مع أميركا في صناعة المنظومة الدفاعية التي كلفت نحو 250 مليون دولار.

وعلى الرغم من فعاليتها في التصدي لآلاف الصواريخ منذ تدشينها في 2011، فإن الانتقادات لا تنفك تحاصر النظام الدفاعي الإسرائيلي.

وينظر إلى القبة الحديدية بأنها مكلفة للغاية (كل صاروخ اعتراضي تطلقه يكلف نحو 40 ألف دولار)، إلى جانب فعاليتها المطلقة تجاه الصواريخ المطلقة من مسافات قصيرة (أقل من 4 كيلومترات)، وقذائف الهاون من عيار 120 مليمتر.

يتكون نظام القبة الحديدية المتحرك من 10 بطاريات تحمل كل منها 3 إلى 4 قاذفات صواريخ.

وتقدر كلفة إنتاج البطارية الواحدة نحو 100 مليون دولار، إضافة إلى 300 مليون دولار ثمن الصواريخ الاعتراضية التي تزود بها البطارية الواحدة.

وتتلخص مهمة هذه البطاريات في صد وتدمير قذائف الهاون والطائرات بدون طيار لمساحة تصل إلى 60 ميلا مربعا من المناطق المأهولة بالسكان.

وبحسب سي إن إن ظلت إسرائيل تتفاخر في الفترة الماضية بتحقيق المنظومة معدل نجاح 90%. وإجمالا، تعمل المنظومة وفق 4 خطوات مختصرة:

1- يستكشف رادارها الصاروخ القادم على بعد 2.5 إلى 43 ميلا، أو 4 إلى 70 كيلومترا، قبل أن يرسل معلوماته ومساره إلى مركز القيادة والسيطرة.

2- يقوم مركز التحكم بحساب موقع التأثير والتنبؤ بما إذا كان الصاروخ سيضرب المناطق المأهولة أم لا.

3- يستهدف النظام الصواريخ التي تشكل التهديد الأكبر للمناطق الحضرية والبنية التحتية، فيما يتجاهل تلك التي تنبأ بسقوطه في البحر أو مناطق زراعية أو غير مأهولة.

4- طلب نظام التحكم من القاذفة إطلاق صاروخ لاعتراض الصاروخ المحدد وفقا لخطورته من أجل تدميره، ويسمى الصاروخ المعترض من قبل القبة الحديدية "تامر" ويبلغ طوله 3 أمتار، ويزن 90 كيلوغراما.

في تحليل نشرته التايمز عن أسباب ما جرى لقبة إسرائيل الحديدية وإخفاقها في التعامل مع صد الصواريخ الموجهة من قبل حماس، أكدت الصحيفة البريطانية، إن نجاعة القبة الحديدية اصطدمت بتكتيكات جديدة من حماس.

وأجملت تلك التكتيكيات في تعلم حماس من جميع إخفاقات صواريخها ومقذوفاتها السابقة تجاه إسرائيل وتحطمها تحت القبة، لتخرج بحصيلة استخدمتها في عملية الاختراق الكبيرة السبت الماضي.

وأكدت أن العملية المباغتة ارتكزت على استراتيجيتين متلازمتين، الأولى إمطار الأهداف الإسرائيلية بآلاف الصواريخ دفعة واحدة، مع دعمها على الفور بقذائف هاون وطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات.

وبلغت عدد الصواريخ المستهدفة لإسرائيل ومنظومتها الدفاعية (القبة الحديدية) 5000 صاروخ.

وكان الدرس الأكبر لحماس استقته من تجربة إطلاقها لـ120 صاروخا دفعة واحدة في 2019 على إسرائيل.

ولاحقا أعلنت السلطات العسكرية الإسرائيلية بفخر اعتراضها جميع تلك الصواريخ عبر القبة الحديدية، والتي لم تفلت سوى صاروخا واحدا منها، لم يحدث ضررا.

ومن أبرز الدروس، كان استخلاص حماس بأن القبة غير قادرة على التعامل مع حجم أكبر من الصواريخ، وعاجزة عن الكشف عن قذائف الهاون من على مدى قصير، والطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع قصير نسبيا.

وهنالك أيضا نقطة ضعف أخرى، وهي حاجة كل نظام من أنظمة القبة الحديدية، التي يتم سحبها عبر شاحنة، إلى إعادة تحميل، وذلك لضمان إطلاقها الصواريخ المعترضة، ما يخلق مساحة زمنية تسمح بمرور صواريخ من جملة العدد الكبير المطلق من الطرف المقابل.

الآن، بعد وقوف حماس على نقاط ضعف القبة الحديدية التي ظلت على الدوام ركن إسرائيل الحصين ضد الصواريخ، رأت التايمز أن الخطر الأكبر سيكون في دخول حزب الله على الخط، وإطلاق صواريخ بالتوازي مع حماس، أو مضاعفة الأخيرة لعدد الصواريخ التي تطلقها بالتزامن مثلما حدث في الاختراق الأخير.

وهذا الأمر يشكل قلقا حاليا لإسرائيل وقبتها الحديدية.