بعد قطعها ثم "مراجعتها".. ماذا نعرف عن المساعدات الأوروبية لفلسطين؟

يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر داعم لفلسطين، وبلغ إجمالي قيمة مساعداته للعام الماضي 300 مليون يورو، فيما تصل إجمالا إلى 691 مليون يورو، بحسب تغريدة أوليفر فارهيلي.

ويأتي هذا الدعم في إطار الشراكة المؤقتة بشأن التجارة والتعاون، التي تم توقيعها بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة التحرير الفلسطينية نيابة عن السلطة الفلسطينية، وبموجب خطة العمل الثنائية في إطار سياسة الجوار الأوروبية، والتي يتم العمل بها منذ 2013، وجرى تمديدها حتى 2025.

سيبلغ إجمالي الدعم بموجب هذه الخطة في الفترة من 2021 وحتى 2025 نحو 1.8 مليار يورو تخصص كمساعدات متنوعة للفلسطينيين، وتكون عبر 3 محاور رئيسية.

ويعد الاتحاد الأوروبي كذلك شريكا استراتيجيا للفلسطينيين، يسعى لجلب استثمارات متنوعة لهم، وفي هذا الصدد سبق وأن قدم قرضا بقيمة 400 مليون يورو بفوائد مخفضة، لدعم البنية التحتية.

أول محور للمساعدات الأوروبية للفلسطينيين، هو بند الدعم الإنساني المباشر، والذي يستهدف المواطن الفلسطيني.

ويُقدم هذا الدعم المالي المباشر عبر "آلية بيغاس"، وهي آلية تم اختراعها في 2008، ويتم عبرها ضمان وصول مساعدات الاتحاد الأوروبي لمستحقيها.

ويساعد الاتحاد الأوروبي السلطة الفلسطينية على مواجهة نفقاتها المتكررة، عبر المساهمة في دفع رواتب ومعاشات التقاعد لعدد من موظفي الخدمة المدنية.

وبحسب موقع مفوضية الاتحاد الأوروبي، فإن الدعم المباشر للمفوضية للفلسطينيين، بلغ 145.35 مليون يورو في عام 2022.

وتفصيلا، ذهب 55 مليون يورو منها لرواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين، فيما خُصصت 13 مليون يورو منها لدعم المستشفيات.

وتم تخصيص 50 مليون يورو لدعم الشرائح المجتمعية الضعيفة، بما فيها 10 ملايين إضافية لدعم الغذاء، إلى جانب دعم مالي بـ20 مليون يورو لشراء لقاحات كوفيد-19.

يأتي البند الثاني من بنود مساعدات الاتحاد الأوروبي لفلسطين في شكل دعم مباشر للاجئين الفلسطينيين، ويكون عبر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، للمساعدة في توفير الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية.

وبلغت مساهمة الاتحاد الأوروبي للأونروا في أعوام 2018، و2019، و2020، و2021 بقيمة 487.6 مليون يورو.

وبلغت مساهمة مفوضية الاتحاد الأوروبي في 2022، نحو 97 مليون يورو للأونروا، فيما دعم جهودها في العام الجاري حتى الآن بـ82 مليون يورو.

لا يكتفى الاتحاد الأوروبي بالدعم الإنساني فقط، إذ تركز برامجه للتنمية على خلق فرص عمل للفلسطينيين، والمساعدة في الحصول على المياه النظيفة والطاقة.

ويخصص الاتحاد الأوروبي 12 مليون يورو سنويا من أجل دعم مشاريع في القدس الشرقية، باعتبارها عاصمة لفلسطين بموجب حل الدولتين الذي يدعمه منذ مدة.

وهنالك بنود أخرى يدعمها الاتحاد الأوروبي وهي متداخلة مع هذا البند، أبرزها دعم التعاون الإقليمي، ويخصص 5 ملايين يورو لمنظمات المجتمع المدني التي تعزز روابط التواصل وتقلل الانقسام السياسي في إطار الوصول إلى حل الدولتين.

وهنالك أيضا، برنامج إيراسموس الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي ويستفيد منه الفلسطينيين، ويعزز التنقل والتعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال التعليم العالي.

وقدم هذا البرنامج في 2022 نحو 307 منحة دراسية للطلاب الفلسطينيين في دول الاتحاد الأوروبي.

على الرغم من بيان المفوضية الأوروبية بشأن اعتزامها مراجعة المساعدات التنموية والتي حددها أوليفر فارهيلي بـ691 مليون يورو، فإن الاتحاد الأوروبي لم يحدد الكيفية التي ستتم عبرها المراجعة.

ويتركز الجدل حاليا حول الإخفاق المؤسسي، حول الإعلان عن تعليق المساعدات والعودة عنه، وهو أمر يتوقع أن يأخذ حيزا من النقاشات في مباني الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

وبدورها، أبدت دول في منظومة الاتحاد الأوروبي، على رأسها فرنسا وإسبانيا بشكل واضح رفضها لقرار تعليق المساعدات.

يذكر أنه حتى في الظروف العادية، كانت هناك دول في الاتحاد الأوروبي تقدم مساعدات إضافية للفلسطينيين والأنروا على وجه الخصوص.

وكانت الأنروا قد أكدت أن 44.3 من ميزانيتها لعام 2022، جاءت من الاتحاد الأوروبي ودول فيه، إذ بلغ دعمهم 520.3 مليون يورو، من إجمالي 1.17 مليار دولار قيمة الدعم الذي حصلت عليه.

وتضع الأنروا في قائمتها لأكبر المتبرعين دول ألمانيا، وفرنسا، والنرويج والسويد بجانب الاتحاد الأوروبي ممثلا في مفوضيته، وبقية الداعمين، مثل أميركا والسعودية.

وفي سياق توقع خطوة الاتحاد الأوروبي بخصوص المراجعة، رأى الصحافي الفرنسي في موقع فرانس 24 إنكليزية شامبان غران، إبقاء المفوضية على جميع بنود الدعم الإنساني، والتي بلغت في العام الماضي 242.35 مليون يورو (145.35 مليون يورو للرواتب والشرائح الضعيفة والمستشفيات و97 مليون للأونروا.

وفي حين تبلغ قيمة المساعدات التنموية وغيرها من المساعدات الأخرى 47.65 مليون يورو فقط، من إجمالي 300 مليون يورو قيمة المساعدات لعام 2022، وهو لا يبدو مؤثرا، عكس المساعدات الإنسانية.

وبحال قُطعت المساعدات الإنسانية سيتأثر نحو 300 ألف فلسطيني، ظلوا يعتمدون بشكل مباشر عليها منذ 2000، إذ بلغ إجمالي ما صرفه الاتحاد الأوروبي عليهم 700 مليون يورو طوال 23 عاما، بحسب مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية وقطاع غزة.