الدبلوماسي الأوروبي قال إنه حتى قيام إسرائيل بقطع الماء والغذاء والكهرباء والوقود عن غزة الإثنين ونعت وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لأهل القطاع بالحيوانات، لم يحرك ساكناً في الحكومات الغربية على المستوى السياسي أو يدفعهم لمناقشة الأمر مع نظرائهم الإسرائيليين.

هذا الموقف يعتبر غير مسبوق في التصعيدات السابقة، حينما كانت تسارع بعض الحكومات الأوروبية للمطالبة بإنهاء العنف والتصعيد العسكري وتهدئة الأوضاع.

لكن هذه المرة، لا يوجد أي حديث عن وساطات أوروبية أو دولية حتى اللحظة، بحسب الدبلوماسي الأوروبي الذي وصف الهجوم على إسرائيل بغير المسبوق والصادم للأوروبيين والإسرائيليين على حد سواء، من هول ما حدث وعدد القتلى الضخم.

علاوة على ذلك، أخبر المصدر الدبلوماسي "بلينكس" أنه بينما طُلب منهم جمع معلومات عن الأسرى والرهائن الحاملين لجنسيات أوروبية، والذين تحتفظ بهم حركة حماس في غزة، لم يقم أحد من المسؤولين الأوروبيين بمطالبة إسرائيل بتجنب قتل الرهائن في قصفها غزة.

الجيش الإسرائيلي قال في تغريدته على منصة إكس إنه "بسبب عدم توفر معلومات دقيقة حول مواقع احتجاز الأسرى بالتحديد"، فلن تقوم بأخذ أولئك الأسرى الإسرائيليين في الحسبان في عملياتها العسكرية في غزة، وهو ما يعني عدم اتخاذ أي تدابير لضمان بقاء أولئك الأسرى على قيد الحياة.

"قد يستغرق الأمر 72 ساعة قبل أن يبدأ أي مسؤول أوروبي بالحديث مع الحكومة الإسرائيلية حول ما يحدث في غزة"، هكذا استنتج الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه.

"بإمكانك القول بأن حماس أصبحت محروقة سياسياً في العواصم الأوروبيين لعشر سنوات قادمة على الأقل" وفق قوله.

قبيل التصعيد، كان هناك بعض التصوّر لدى الحكومات الأوروبية باتجاه حماس نحو الاعتدال والعمل السياسي والابتعاد عن العمل العسكري، لكن حجم وهول الهجوم على مدن الجنوب والقواعد العسكرية الإسرائيلية دمرت هذا التصوّر على حد تعبير السفير الغربي.

الدبلوماسي الأوروبي يتفق مع رأي بعض المحللين، بأن الجيش الإسرائيلي غير معني في هذا التصعيد بإزالة حماس من الحكم والقطاع بالكامل.

وإنما تسعى إسرائيل إلى إضعاف الحركة وتدمير قدراتها القتالية، "لأنه لا توجد أي جهة أخرى لتولي أمور القطاع".

لكنه أضاف بأن الضغط السياسي في إسرائيل كبير، وهو ما يجعل من الصعب التنبؤ بما قد تتطور له الأمور في هذه الحرب.

المصدر الدبلوماسي قال لـ بلينكس إن ما حدث مثّل تراجعاً كبيراً لموقف وصورة غزة لدى الحكومات الأوروبية، وأنه لن يكون هناك مطالبات برفع الحصار عنها.

السيناتور الأميركي بيرني ساندرز المعروف بتعاطفه مع غزّة وافق ذلك الرأي في تغريدة نشرها الأربعاء وقال فيها: "على المدى الطويل، شكل هذا الهجوم انتكاسة كبيرة لأي أمل في السلام والمصالحة في المنطقة، وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني".

قال ساندرز "لسنوات عديدة، ناضل أصحاب النوايا الحسنة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك بعض الإسرائيليين الشجعان، ضد الحصار المفروض على غزّة، والإذلال اليومي للاحتلال في الضفة الغربية، والظروف المعيشية المروّعة التي يواجهها العديد من الفلسطينيين".

وأضاف السيناتور اليهودي اليساري "بالنسبة للكثيرين، ليس سراً أن غزًة كانت بمثابة سجن مفتوح، حيث يكافح الملايين من الناس من أجل تأمين الضروريات الأساسية"، لكن العملية المسلحة ضد إسرائيل "سوف تزيد من صعوبة معالجة هذا الواقع المأساوي".

الدبلوماسي الأوروبي كشف أيضاً بأنه في ظل غياب أي اهتمام بغزّة من العواصم الأوروبية، البعثات الأوروبية في الأراضي الفلسطينية بدأت في التشاور فيما بينها حول مصير غزّة في حال أدت الحرب لانهيار حكومة حماس، وإن كان بإمكان السلطة الفلسطينية عملياً استئناف عملها في القطاع والعودة لحكمه بعد ما يزيد عن 16 سنة من الانقسام الفلسطيني الداخلي.

المصدر الدبلوماسي أوضح أن البعثات الأوروبية تعمل على تحضير قوائم بأسماء المواطنين الفلسطينيين الحاملين لجنسيات أوروبية في القطاع، تمهيداً لإخلائهم عبر معبر رفح المصري، حيث أغلقت إسرائيل معبر إيرز بشكل كامل وتمنع خروج أي شخص من غزّة أو دخول الصحفيين والطواقم الدولية إليها.