كيف أعدت حماس "جيشها الصغير" لهجوم 7 أكتوبر؟

يقول علي بركة القيادي في حماس إن "الحاجة أم الاختراع"، مضيفا لوكالة روتيرز أن الحركة كانت تعتمد منذ فترة طويلة على المال والتدريب من إيران ووكلائها الإقليميين مثل جماعة حزب الله اللبنانية بينما تعزز قواتها في غزة.

يضيف بركة، المقيم في لبنان، إن صعوبات استيراد الأسلحة جعلت الحركة خلال السنوات الـ9 الماضية "تطور قدراتها وأصبحنا قادرين على التصنيع محليا".

يقول بركة: "في عام 2008، كان الحد الأقصى لصواريخ حماس هو 40 كيلومترا، لكنه ارتفع إلى 230 بحلول صراع عام 2021".

يقول مصدر مقرب من حماس في قطاع غزة طلب عدم نشر اسمه لحساسية الأمر "إنهم جيش مصغر".

يضيف أن الجماعة لديها أكاديمية عسكرية لتدريب مجموعة من التخصصات بما في ذلك أمن الفضاء الإلكتروني، ويضم جناحها العسكري البالغ قوامه 40 ألف فرد وحدة قوات خاصة (كوماندوز) بحرية.

وعلى النقيض من ذلك، يشير موقع جلوبال سيكيوريتي دوت أورج إلى أنه لم يكن لدى حماس في التسعينيات سوى أقل من 10 آلاف مقاتل.

يشير مصدر أمني إقليمي، رفض الكشف عن اسمه، إلى أنه منذ مطلع القرن الحادي والعشرين عمدت الحركة إلى بناء شبكة أنفاق أسفل غزة لمساعدة المقاتلين على الاختفاء وتصنيع الأسلحة وجلب العتاد من الخارج.

ويقول مسؤولون في حماس إن الحركة حصلت على مجموعة من القنابل وقذائف المورتر والصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.

زعيم حماس إسماعيل هنية، اعترف في مقابلة تلفزيونية قبل عام أن حركته تلقت 70 مليون دولار مساعدة عسكرية من إيران. وأضاف أن لديها صواريخ محلية الصنع، لكن الصواريخ البعيدة المدى جاءت من الخارج، من إيران وسوريا وغيرها.

يشير تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عام 2020 إلى أن إيران تقدم نحو 100 مليون دولار سنويا للفصائل الفلسطينية، ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

مصدر أمني إسرائيلي إن إيران زادت بشدة تمويل جناح حماس العسكري العام الماضي من 100 مليون دولار إلى نحو 350 مليون سنويا.

تقول مصادر في أجهزة مخابرات غربية إنه بعد انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، بدأت حماس في استيراد الصواريخ والمتفجرات وغيرها من العتاد من إيران. وأضافوا أنها شُحنت عن طريق السودان قبل نقلها بالشاحنات عبر مصر، ثم تهريبها إلى غزة من خلال متاهة أنفاق ضيقة أسفل شبه جزيرة سيناء.

يقول مصدر مقرب من حماس إن إيران وحزب الله استضافا أعضاء من حماس وتبادلا التكنولوجيا العسكرية وقاما بتدريبهم على صنع قنابل لتنفيذ هجمات انتحارية.

تقول المصادر التي تحدثت إليها رويترز إنه على الرغم من تدريب إيران الحركة وتسليحها وتمويلها، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أن طهران وجهت هجوم السابع من أكتوبر أو أجازته.

يقول مصدر أمني إقليمي "القرار، ساعة الصفر، كل ذلك كان قرار حماس. ولكن بالطبع التعاون العام والتدريب والإعداد كله جاء من إيران".

وتعترف إيران بأنها تساعد في تمويل حماس وتدريبها لكنها تنفي أي دور لها في الهجوم رغم إشادتها به.

تساعد حماس في تحقيق طموح إيران المستمر منذ سنوات لتطويق إسرائيل بجيوش من الجماعات شبه العسكرية، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى وميليشيا حزب الله اللبناني. ولديها جميعا أسلحة متطورة تستخدمها ضد إسرائيل.

وينتشر زعماء حماس في أنحاء الشرق الأوسط، لكن تظل غزة قاعدة قوتها. وحثت الحركة سكان غزة على عدم الاستجابة لدعوة إسرائيل للمغادرة قبل غزو بري متوقع يأتي بعد أيام من القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 1900 شخص، بعد أسبوع من بداية المعارك.

يجيب علي بركة، القيادي بحماس، أن الهدف النهائي لهجوم السابع من أكتوبر هو إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعددهم 5000 ووقف اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى ورفع الحصار المفروض على غزة منذ 16 عاما.

وحذر من أنه إذا استمر الهجوم البري الإسرائيلي، بمباركة الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن الحرب لن تقتصر على غزة، وإنما قد تتحول إلى صراع إقليمي.