بطيخة "خالدة" في العلم الفلسطيني

قال منصور: "بدأوا يهددوننا بشأن الفن الذي نرسمه، أخبرونا أنه توجد أوامر جديدة وهي أن يُمنع الرسم بألوان علم فلسطين. كان أحد الزملاء معنا اسمه عصام بدر، فسأل الجندي: "ماذا لو رسمت بطيخة، وفيها كل هذه الألوان؟ فغضب الجندي وقال له: سنصادرها، حتى لو كانت وردة بهذه الألوان".

خيّر الضابط الذي أغلق المعرض منصور وبدر بين رسمتين، وبدأ بإقناعهم بأن لا يرسموا أي أعمال تحريضية سياسية "ورسم أزهار وموديلات عارية".

ومنذ ذلك الحين، رسم الفنانون البطيخة التي تحمل جميع ألون علم فلسطين، ولم يكترثوا للضابط الذي هددهم.

في ظل المواجهات والاشتباكات التي خاضوها، بدأ الفلسطينيون بتبني البطيخ كرمز للمقاومة. وأصبح البطيخ شائعًا في الأعمال الفنية والملابس والكتابة على الجدران والملصقات. حتى الرموز التعبيرية للبطيخ أصبحت رمزًا للاحتجاج الفلسطيني على الإنترنت. يقول تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن إيموجي البطيخ الأحمر استخدم على نطاق واسع في أحداث الشيخ جرّاح في 2021 على منصات التواصل الاجتماعي كجزء من جهود الفلسطينيين للالتفاف على الرقابة وخوارزميات تعديل المحتوى.

وقال خالد حوراني للصحيفة، وهو فنان ورسّام فلسطيني، إن الفنانين الفلسطينيين استخدموا البطيخ "كرمز للعلم الفلسطيني وللتحايل على الحظر". وعلى الإنترنت، يستمر هذا التقليد: الفلسطينيون، الذين لا يثقون في منصات وسائل التواصل الاجتماعي ويخشون المراقبة الإسرائيلية على الإنترنت، يحاولون تجنب الوقوع في شباك ما يقولون إنها خوارزميات غير مواتية وأساليب للإشراف على المحتوى.

في عام 2021، أصدرت المحاكم الإسرائيلية قرارات بإخلاء بيوت من حي الشيخ جراح من سكانها الفلسطينيين لصالح جمعيات استيطانية إسرائيلية. أثارت هذه القرارات غضب الفلسطينيين، الذين نظموا احتجاجات في الحي ومناطق أخرى من القدس الشرقية. ردت قوات الأمن الإسرائيلية على الاحتجاجات بالقوة، مما أدى إلى اندلاع صدامات عنيفة بين الفلسطينيين والشرطة.

وأكد سليمان أن رمز البطيخة أصبح أكثر انتشاراً في ذلك العام، وأضحى من أكثر الرموز المعروفة عند الأجيال الجديدة التي ستبقى خالدة في ذاكرة كل من يتابع الأحداث الفلسطينية.