الأولى على فلسطين.. "شيماء" صرخة الفرح والموت

لتوها كانت أسماء قد احتفلت بمرور 18 عاما على مولدها، عاشتها جميعا في المخيمات، ووصلت إلى ثانوية "الشهيد ممدوح صيدم للبنات"، المدرسة التي تحمل اسم أحد أقربائها، الذي كان سياسيا وعسكريا من مؤسسي حركة فتح.

شيماء تحدثت قبل أسابيع عن تفوقها بعد نتائج "التوجيهي" كما يسمونها في فلسطين، وقالت إنها كانت تدرس لساعات كثيرة على ضوء الشموع أو المصابيح التي تعمل بالبطاريات الجافة، لأن الكهرباء تنقطع عن منطقتها لـ ١٨ ساعة يوميا.

ما أفرح عائلة صيدم وقتها، أن ابنتهم حصلت على منحة تعليمية كاملة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولأن الظروف المادية "قاسية" على معظم أهالي القطاع، فابنتهم الآن تستطيع أن تدرس التخصص الذي تريده دون أن تفكر بالرسوم الجامعية، وذلك حسبما صرحت العائلة الذي قُتل بعض أفرادها لاحقا، لوسائل إعلام محلية وقتها.

يقع منزل شيماء في وسط قطاع غزة ناحية الجنوب، في مخيم نزح معظم سكانه باتجاه رفح، بعد اشتداد القصف؛ ومع انتشار تعليمات إسرائيلية بالإخلاء.

لكن بعض العائلات ظلت في بيوتها، ما جعلهم يعيشون في المخيم دون ماء وكهرباء لفترات طويلة، ورغم ذلك تعرض للقصف من الطيران الإسرائيلي صباح ١٥ أكتوبر الجاري، ما خلف عددا كبيرا من القتلى لأفراد من عائلات صيدم والجمل ودرويش وغيرها.

عائلة صيدم الفلسطينية لها فروع في الضفة الغربية وغزة وكذلك في مخيمات الفلسطينيين في سوريا ولبنان، وينحدرون كلهم من مدينة صفد التي هُجّروا منها عام ١٩٤٨.

ابنة العائلة شيماء التحقت بالجامعة الإسلامية في غزة، لكنها لم تكمل فصلها الدراسي الأول الذي بدأ قبل شهر.

وكانت وزارة الصحة في غزة، أعلنت الاثنين ارتفاع إجمالي حصيلة قتلى الفلسطينيين إلى 2750، وما زالت هجمات إسرائيل؛ في الوقت التي لا زالت القصف مستمرا لليوم العاشر على التوالي.