كل ما نعرفه عن "الفرع اللبناني" لكتائب القسام

العمليّة الأولى كانت في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على الجليل الغربي، أما العملية الثانية فكانت بمحاولة عدد من مسلحي "القسام" التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود اللبنانية، وقد أدى ذلك إلى مقتل 3 منهم. أما العملية الثالثة، فكانت مرتبطة بإطلاق "القسام" صواريخ باتجاه مستوطنتي شلومي ونهاريا.

يقول مصدر فلسطينيّ في حركة فتح لـ"بلينكس"، طلب عدم ذكر اسمه لأنه ليس مخولاً حالياً بإعطاء تصاريح إعلامية، إنّ مجموعات "القسام" التابعة لـ"حماس" لديها وجودٌ في عددٍ من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، منها البص والبرج الشمالي في منطقة صور، جنوب لبنان، وعين الحلوة في مدينة صيدا، وبرج البراجنة ببيروت.

أما على صعيد تحرّك هذه الجماعات باتجاه جنوب لبنان، فإنه غالباً ما يكون من خلال التسلّل، على اعتبار أنه ممنوع على الأجانب والفلسطينيين الدخول إلى المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة، وهذا الأمرُ يندرج في إطار إجراءات علنية وواضحة يُطبقها الجيش اللبناني على حواجزه في المنطقة الجنوبية.

تتحفظ مرجعيات عدّة لـ"حماس" في لبنان عن الحديث عن الشأن العسكري المرتبط بـ"القسام" في لبنان.

مسؤول من الحركة، طلب عدم ذكر اسمه بسبب الوضع العسكري الراهن، أكد أنّه ما من أحد معنيّ بالحديث عن هذا الجانب إطلاقاً".

في المقابل، يقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر، لـ"بلينكس" إنّ "وجود القسام في لبنان عسكرياً يتمحور في المخيمات ويرتكز على مجموعات عادية لديها أسلحة مختلفة وصواريخ ولكن لا يُمكن اعتبارها مؤثرة".

وأشار إلى أنَّ "حماس لم تتحدث في وقت سابق عن فرع القسام في لبنان، علماً أنه كان معروفاً أن لدى الحركة وجود عسكريّ في بعض المخيمات ولكن من دون تسميته بشكلٍ واضح مثلما حصل مؤخراً".

تُعتبر منطقة الجنوب التي نشطت فيها عمليات القسام الفرع اللبناني، خاضعة لميليشيا حزب الله، وبالتالي فإنّ أي تحرّك لأي فصيلٍ فلسطيني هناك، لا يمكن أن يتمّ إلا بالتنسيق مع الحزب، لاسيما في ظلّ منع الدولة اللبنانية وصول الفلسطينيين إلى الحدود.

يقول الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية الياس حنا لـ"بلينكس" إنّ "كتائب القسام هي نقطة في بحر حزب الله عسكرياً"، معتبراً أنّ "القرارات الكبرى عسكرياً هي بيد حزب الله الذي يُعد الأساس في إستراتيجية محور المقاومة في المنطقة، بينما القسام هي جزء بسيط ضمنها".

يشير حنا إلى أنّ "وجود القسام في لبنان هو من ضمن وحدة الساحات التي تتحدّث عنها إيران"، ويضيف: "كل ما لدى القسام عسكرياً لا يُمكن مقارنته بترسانة حزب الله العسكرية الضخمة التي تغذيها إيران، إلى جانب التدريبات العسكرية المستمرة".

هل تُمثل عمليات "القسام" من لبنان إنتهاكاً للقرارات الدولية؟

ميدانياً، يتبين أن عمليات "القسام" جاءت من مناطق حدودية خاضعة للقرار الدولي 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006، عقب حرب تموز التي اندلعت في لبنان وإسرائيل آنذاك.

وعليه، فإنَّ أي عمل عسكري يحدث هناك، يمثل خرقاً لذلك القرار الذي يحظر وجود مسلحين ومعدات حربية في المنطقة القائمة بين الخط الأزرق المرسوم عند الحدود بين لبنان وإسرائيل ونهر الليطاني، باستثناء تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.

تقول النائبة عن منطقة جزين، جنوب لبنان في البرلمان اللبناني غادة أيّوب لــ"بلينكس"، إنّ إستباحة الدولة اللبنانية هو ما يحصل حالياً، سواء لناحية عدم وجود قرار رسمي يُحصن لبنان من أي حرب أو على صعيد تحرك الفصائل الفلسطينية بشكلٍ فاضح في الجنوب".

"نعلم تماماً أن حزب الله هو الغطاء لهذه الفصائل التي لا يمكنها التحرك إلا بعلمٍ وإشارة من الحزب" بحسب قول النائبة.

واعتبرت أيوب أن تحرُّك هذه الفصائل لتنفيذ عملياتٍ في الجنوب قد يمثل إنتهاكاً فاضحاً للقرار الدولي 1701، مؤكدة أهمية عدم توريط لبنان في أي حرب لا يمكن أن يتحمل تداعياتها.

ووصفت أيوب أي مواجهة سيشهدها لبنان بـ"الكارثية"، مشيرة إلى أنه لا خطة طوارئ لإجلاء المدنيين من الجنوب في حال حدوث حرب جدية.

وأوضحت "هذا الأمر يجب أن يؤخذ في الحسبان، فالمسألة ليست سهلة وقرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية حصراً، وليس بيد حزب الله".