سياسة
.
تتزايد المخاوف من اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس إلى نزاع إقليمي، وسط تحذيرات متبادلة من الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، وإيران المساندة للفصائل المسلحة المناهضة لها. فكيف تجري الحرب الكلامية بين الطرفين؟
وجه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تحذيرا خلال زيارة إلى قطر الأحد، مشددا على أنه ما لم تتوقف "الاعتداءات الوحشية" على السكان في غزة، فإن "لا أحد" يمكنه "ضمان السيطرة على الوضع" خصوصا إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على القطاع.
الولايات المتحدة كان لها قول أيضا، أو رسالة إلى إيران حيث أكدت أنه من الضروري أن تبقى الأخيرة في منأى عن الحرب، وأعربت واشنطن كذلك عن قلقها إزاء تصعيد الصراع، حيث قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان، الأحد: "هناك خطر قائم أن يشهد النزاع تصعيدا، بفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع بتدخل إيران".
وشدّد على أن الولايات المتحدة: "لا يمكنها استبعاد فرضية أن تتخذ إيران قرارا بالتدخل مباشرة في شكل او في آخر".
أما جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، فقال لقناة "فوكس نيوز" إن الولايات المتحدة لا تريد: "رؤية جماعة إرهابية أخرى مثل حزب الله توسع نطاق (الصراع) وتفتح جبهات لتشتيت الانتباه عن القتال ضد حماس".
تقدم إيران الدعم المالي والعسكري لحماس، لكنها نفت مرارا وتكرارا أي تورط لها في هجوم السابع من أكتوبر.
ومع ذلك، قال كيربي إنه حتى لو كانت الولايات المتحدة تفتقر حتى الآن إلى معلومات استخباراتية محددة تربط إيران بهجمات حماس، فإن طهران لا يمكنها التهرب من جزء من المسؤولية، وأضاف "بالطبع إيران متواطئة على نطاق واسع، وهذا ساعد حماس على العمل والقدرة على تنفيذ الهجوم الإرهابي الذي نفذته".
وأصدر ليندسي غراهام، السناتور الجمهوري، تحذيرا صريحا لطهران، حيث قال لشبكة "إن بي سي": "إيران. إذا صعّدتِ هذه الحرب، سنأتي إليكِ".
تزايدت حدة المناوشات بين حزب الله المدعوم من إيران والجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على طول الحدود الإسرائيلية مع لبنان، وخلال الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن مقتل نحو عشرة أشخاص في الجانب اللبناني، معظمهم من عناصر الحزب، إضافة الى مدنيين اثنين ومصور في وكالة رويترز. في المقابل، قتل شخصان على الأقل في إسرائيل.
يرجح المحلل في مجموعة الأزمات الدولية هيكو فيمين أن "الوضع على الحدود خطير للغاية"، جاء ذلك في منشور على منصة إكس، قال خلاله المحلل أنه في حين تمثل الاشتباكات الفردية على الحدود درجة واحدة على سلم التصعيد، إلا أن مثل هذه التفاصيل "لها أهمية كبيرة"، حد وصفه.
يبدو على الجهة الأخرى أن الولايات المتحدة تضع التصعيد في الشمال نُصب أعينها، فمن جانبه، قال ساليفان لشبكة ايه بي سي: "نرى خطرا حقيقيا للتصعيد على الحدود الشمالية، ولهذا السبب كان الرئيس بايدن واضحا وقويا جدا في قوله إنه لا ينبغي لأي دولة أو جماعة أن تسعى إلى استغلال الوضع لصالحهم أو ينبغي تصعيد الصراع".
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، السبت أن الولايات المتحدة سترسل حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر المتوسط في إطار "ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس" على إسرائيل.
وستنضم حاملة الطائرات "يو اس اس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها إلى الحاملة "جيرالد فورد" التي سبق وأن تم نشرها في المنطقة في أعقاب هجوم حماس.
وقال ساليفان إن واشنطن لديها قنوات خاصة لنقل مخاوفها إلى طهران، وقد استخدمتها خلال الأيام الأخيرة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة