دراسة أمنية أميركية تكشف تخطيط إيران لـ"7 أكتوبر"

ينبّه مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط والذي شغل منصب نائب المخابرات الوطنية للشرق الأوسط في مجلس الاستخبارات الوطني الأميركي من عام 2015 إلى عام 2020، إلى أن حالة الجدل في مجتمع الاستخبارات الأميركي الدائرة حالياً حول مدى تورط النظام الإيراني، تشتت الانتباه، لأن إيران زودت حماس بالمال والأسلحة والتدريب بالفعل تحت سمع وبصر الأجهزة الاستخباراتية في العالم كله.

وأضاف لـ"بلينكس" أن عدم وجود أدلة دامغة على تورط إيران في الهجوم الأخير يغفل الارتباط الوثيق بين طهران وحماس والذي تشكّل على مدار عشرات السنين الماضية، موضحا على أنه لا يهم الحصول على إجابة نهائية بشأن ذلك.

لكن ما يهم أكثر بحسب رأيه، أن تشترك إيران في المسؤولية، باعتبار أن رد الفعل الأميركي لن يتغير كثيراً إذا ظهرت دلائل قوية تؤكد أو تنفي فكرة مساعدة إيران مباشرة في تخطيط الهجوم.

بانيكوف قال إن التحقيقات الجارية تشير إلى تورط ومشاركة قوة القدس الإيرانية، مباشرة في الهجمات، وإذا فعلا ثبُت هذا، فإن ذلك سيغيّر التفاعل.

وكشف بانكوف عن وجود تحقيقات استخباراتية حول إذا ما قام رئيس قوات القدس إسماعيل قاآني بتوفير أنظمة صواريخ باليستية متقدمة لحماس كما فعل مع حزب الله، منبهاً في الوقت ذاته إلى أن المساعدة في التخطيط للهجوم أو عدمها ليس على هذا المستوى في التحقيقات الجارية.

وأوضح ضابط الاستخبارات أن قوة القدس، هي فرع من فرق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، تعادل بشكل عام قوات العمليات الخاصة الأميركية.

وقال: "من المرجح أن تؤثر المشاركة المؤكدة لإيران في التخطيط، على حجم ومدى حملة القوات الجوية الإسرائيلية، لكنها لن تؤثر على العملية البرية المرجحة ضد حماس في غزّة، كما لن تغير كيفية رد إسرائيل إذا فتح حزب الله جبهة جديدة من الشمال، والأغلب أن حرب الوكالة بين إسرائيل وإيران ستستمر".

وأضاف بانيكوف، أن تحريك مجموعة حاملات الطائرات الأميركية باتجاه إسرائيل، هو تحذير مؤكد لحزب الله بعدم فتح جبهة جديدة في الشمال، فضلا عن إرسال رسالة إلى إيران بأنه من الممكن تجميد الـ٦ مليارات دولار كان من المفترض أن تتلقاها عبر قطر، مقابل الرهائن الأميركيين الذين تم إطلاق سراحهم من إيران الشهر الماضي.

وأشار بانيكوف، إلى أنه بينما لا توجد أهمية كبيرة في مجتمع الاستخبارات لمعرفة إذا ما كانت إيران متورطة بشكل مباشر في هجمات حماس أم لا "لأنها بالفعل متورطة".

ويعتبر بانكيوف الوضوح بشأن ما إذا كانت إيران فعلًا متفاجئة من الهجوم أمراً مهماً لمساعدة خبراء الاستخبارات على فهم مدى الاستقلال التشغيلي الذي تمتلكه حماس في اتخاذ القرارات أو عدمه.

وأضاف أن مشاركة إيران (أو عدمها) في تخطيط الهجوم لا يجب أن تغير رأي أي شخص بأن طهران مسؤولة عن الهجوم.

وأوضح الضابط السابق أنه بينما حماس وإيران ليستا متشابهتين في الأيديولوجيا، فالأولى هي حركة فلسطينية سنية؛ بينما تعتبر الثانية أكبر وأشهر دولة شيعية في العالم، وما يجمع بينهما ليس آراء دينية وإنما كراهية إسرائيل، وقد تكون العلاقة بينهما لدواع استراتيجية، ولكن في جوهرها هي علاقة تجارية - على عكس علاقة إيران وحزب الله الذي يعد منظمة شيعية التزمت بالولاء للقائد الأعلى في إيران.