"فرنسيو إدلب" يرعبون باريس قبل أولمبياد 2024

منذ إعلان الانفصال عن جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، في العام 2016، انتهج زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني، سياسة سعى من خلالها إلى تحسين صورة الجماعة وإعادة تسويقها كتنظيم محلي يدين الإرهاب العالمي ويسعى لإزالة اسمه من لائحة المنظمات الإرهابية في العالم.

يشير تقرير مالمخابرات الفرنسية إلى أنّ نحو 220 فرنسيا يعيشون في إدلب، التي يقدر عدد سكانها بنحو 4 ملايين نسمة، بعضهم تركوا القتال ويعيشون تحت إدارة "هيئة تحرير الشام".

ولا يزال البعض الآخر يحتفظ بولائه للفكر الإرهابي لتنظيم القاعدة، وهؤلاء هم من يثيرون مخاوف المخابرات الفرنسية.

ينقسم الفرنسيون في إدلب إلى 4 مجموعات بحسب تقرير الاستخبارات الفرنسية:

• المجموعة الأولى: فرنسيون اختاروا الاندماج في المجتمع المحلي واعتناق الأجندة السورية لما يسمى هيئة تحرير الشام، وتشكل هذه المجموعة نحو ثلث مجموع الفرنسيين في المنطقة.

• المجموعة الثانية: وهي الأكبر وتضم حوالي 50 شخصا، اختارت أن تكون تحت ما يسمى بـ"فرقة الغرباء"، أو لواء الأجانب، أسسها عمر ديابي، وهو فرنسي من أصل سنغالي جنّد مقاتلين أجانب للقتال في سوريا وانضم العديد منهم إلى تنظمي داعش والقاعدة الإرهابيين.

• المجموعة الثالثة: ليس لها انتماء واضح، وهي التي تثير قلق أجهزة المخابرات الفرنسية أكثر من غيرها.

تضم هذه المجموعة عدداً قليلاً من الأعضاء السابقين في تنظيم القاعدة، ولكنهم اليوم يبتعدون عن الأضواء خوفا من التعرض للقتل أو الاعتقال. ويوجد في هذه الفئة عشرات الأفراد الذين تعتبرهم المخابرات الفرنسية "أولويات قصوى".

• المجموعة الرابعة: تضم نحو 30 سيدة كُنَّ في تنظيم "داعش" ونزحن إلى إدلب مع أطفالهن، بعد الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم الإرهابي وحالات الهروب من السجون الكردية.

يشير جهاز المخابرات الفرنسي إلى أنه مع تعرض إدلب إلى مزيد من الضغط من قبل الجيش السوري، قد يضطر العديد من مواطنيها المتطرفين إلى مغادرة المنطقة والانتشار في مناطق أخرى في العالم حيث يمكن أن ينفذوا عمليات إرهابية.

وتخشى المخابرات الفرنسية أن يعمل هؤلاء على التحريض لتنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا مثل عملية 16 أكتوبر 2020، في مدينة كونفلان سانت أونورين.

هذه العملية نفذها لاجئ شيشاني ضد معلم التاريخ والجغرافيا صامويل باتي، والذي عرض على تلامذته صورا كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد في درس تناول موضوع حرية التعبير.

ويزداد التخوف الفرنسي تحديدا مع اقتراب موعد إقامة الألعاب الأولمبية عام 2024، حيث لا تستبعد المخابرات الفرنسية، وفق تقرير لوموند وقوع هجوم مخطط له من شمال غرب سوريا".