أميركا تعزز دفاعاتها في الشرق الأوسط.. ماذا نعرف عن نظام "THAAD"؟

قبل الحديث عن المنظومة ثاد والهدف الذي صُممت من أجله، يأتي ذكر السبب الذي عللت به الولايات المتحدة جلب المنظومة الدفاعية الجوية إلى المنطقة، ففي الـ ٢٢ من أكتوبر، وبعد مضي أسبوعين على الصراع في غزة، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: "بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس (جو) بايدن بشأن التصعيد الأخير من قبل إيران والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وجهت اليوم بسلسلة من الخطوات الإضافية لتعزيز موقف وزارة الدفاع في المنطقة".

تمثلت تلك الخطوات في إرسال قوات إضافية للمنطقة، حسب وكالة رويترز، فيما لم يُفصح عن عددها بالتحديد، ذلك بالإضافة إلى إرسال منظومة الدفاع الجوي الصاروخي ثاد، ويعرف في الأصل باسم "نظام الدفاع ضد الأهداف التي تطير على ارتفاعات عالية" وكذلك منظومة باتريوت للصواريخ الاعتراضية.

تلك التعزيزات الموجهة للشرق تأتي كارتداد لحركة انسحاب سابقة، فمنذ عامين سحبت إدارة بايدن أنظمة الدفاع الجوي من الشرق الأوسط. وجاءت الخطوة حينها استنادا إلى انخفاض التوتر مع إيران، إلا أن واشنطن تسعى الآن لوضع نفسها في حالة "تأهب قصوى".

على موقعها الإلكتروني، تفخر شركة لوكهيد مارتن، المصممة للمنظومة، أن ثاد هي المنظومة الأميركية الوحيدة المصممة لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي، وتعمل المنظومة بشكل واضح على صد التهديدات من الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى.

ومن المفترض أن تتمكن المنظومة من الدفاع عن المراكز السكانية والبُنى التحتية عالية القيمة في الوقت ذاته، وتعتبر الشركة أنه من بين مزايا المنظومة كونها "متنقلة" وقابلة للانتشار في العالم أجمع، بالإضافة لإمكانية تشغيلها بشكل متبادل مع أنظمة دفاع صاروخي بالستية أخرى.

وتتكون المنظومة من ٥ أجزاء رئيسية، يأتي في مقدمتها "المعترضات" أو الأجسام التي تعمل على مواجهة الصواريخ البالستية فعليا في الهواء الجوي، يليها أنظمة الرادار التي تتعقب وترصد الصواريخ، ثم القاذقات التي يمكن نقلها وتثبيتها بواسطة الشاحنات، وكذلك هناك وحدة تحكم في الحرائق ومعدات دعم، بحسب تقرير أعدته شبكة سي إن إن.

نظريا، تبدو الخطوات بسيطة، فأول الأجزاء التي تعمل في المنظومة هي الردار، الذي يلتقط أثر التهديد القادم، وبعد تحديده بنجاح، يطلق المعترض أو الجسم المقذوف على الصاروخ كي يدمره.

لكن المميز في منظومة ثاد ليس ترتيب منظومة العمل، وإنما الطريقة التي تصد بها "المعترض" لهجمة الصاروخ الذي قد يحمل رأسا نوويا بالفعل.

فالجسم المقذوف، ليس مزود برأس حربي بدوره، وإنما من المفترض أن يستمد قوته لحظة الاصطدام من طاقته الحركية ذاتها، ومن ثم تُخفض عملية الاعتراض بمقوماتها تلك من خطر وقوع انفجار نووي، بحسب تقرير أعدته صحيفة وول ستريت جورنال.