عائلات الأسرى في إسرائيل غاضبون.. "لقاء غريب" يوسع الانقسام

الغريب في لقاء نتنياهو مع عائلات الأسرى كان دخول رجل لغرفة الاجتماع وادعاؤه بأنه قريب لأحد المفقودين ومن ثم قيامه بالثناء والمديح على نتنياهو بشكل مفرط والقول إنه "يثق بأي قرار يتخذه". لكن بعد انتهاء اللقاء، اتضح بأن ذلك الرجل لم يكن له أي صلة بأي أسير في غزة، ولكن له صلات مباشرة بعائلة نتنياهو وينتمي لتيار اليمين المتطرف، واسمه شموئيل ميداد.

أما أسر الأسرى فهم بين نارين، من جهة، يريدون استعادة أقاربهم بأسرع وقت وبأي طريقة، ومن جهة أخرى يخشى العديد منهم أن انتقاد نتنياهو وحربه في غزة بشكل علني قد يؤثر على جهود استعادتهم. هذا ما دفع الناشطة والكوميدية الإسرائيلية نعوم شوستر إلياسي للقول إن الحكومة الإسرائيلية "تستغل مشاعر الحزن" لعائلات الضحايا والمفقودين لشن "حملة انتقامية في غزة تحرق روح أي إنسان".

عائلات الأسرى الإسرائيليين منقسمون حالياً بين فريقين: فريق يطالب الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي لعمل أي شيء ضروري لاستعادة أبنائهم سواء صفقات تبادل أسرى وتفاوض موسع أو حرب وقصف وحصار واجتياح بري. أما الفريق الآخر فيرفض بشكل صريح استخدام الأسرى كذريعة لقصف غزة وقتل وتجويع المدنيين فيها.

ويخشى الفريقان أن يشكل القصف المستمر تهديداً لحياة أبنائهم في غزة.

يونثان زيغان هو ابن الناشطة الإسرائيلية اليسارية فيفيان سيلفر (74 عام) التي اختفى أثرها يوم السابع من أكتوبر ويعتقد بأنها اختطفت في غزة. على الرغم من قلقه على مصير والدته، إلا أن يونثان قال للقناة البريطانية الرابعة "لا يمكن معالجة الأطفال (الإسرائيليين) المقتولين بقتل المزيد من الأطفال (الفلسطينيين)"، مضيفاً بأن والدته لو كانت معه الآن لشعرت بالفزع مما تفعله حكومتها بغزة.

يونثان أضاف "الطريق الوحيد للحصول على الأمان وللعيش حياة كريمة هي عبر السلام. لا يمكن للانتقام أن يكون استراتيجية".

أما عاميت شيمتوف، فتنقل صحيفة نيويورك تايمز أنه يعتقد بأن غزواً برياً لغزة قد يقوي موقف إسرائيل التفاوضي لتحرير الرهائن ومن ضمنهم أخيه عومير الذي كان أحد المختطفين من الحفل الموسيقي القريب من غزة. عاميت قال إن مثل هذا الاجتياح البري يمكن أن يكون "أحد الطرق التي ستضغط على حماس للسماح للرهائن بالرحيل".

لكن أفيخاي بروداتش الذي اختطفت زوجته وأطفاله الثلاث، فيقول لنيويورك تايمز إنه لا يعتقد بأن مثل ذلك الغزو البري قد يحقق الكثير أو يصنع فارقاً، خاصة وإن كان هدف ذلك الغزو هو إراقة الدماء.

وفي ظل حالة اليأس التي تعاني منها تلك العائلات، لجأ بعضهم لتنظيم وقفات احتجاجية أمام مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب للمطالبة بعودة أبنائهم.

ووفقاً للسلطات الإسرائيلية، فإن في قبضة حماس الآن ما لا يقل عن 203 أسير، تقول الحركة غنها تستخدمهم كورقة تفاوض لتبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.