في إسرائيل.. انتقاد الحرب "ممنوع"

اضطر الرجل للفرار والاختباء في مكان لا يعلمه أحد لحماية نفسه وعائلته. ومن المخبأ بث الصحفي الإسرائيلي رسالة قال فيها إنه خائف على حياته، ولكنه يرفض الصمت تجاه ما تفعله إسرائيل في غزة.

فراي ليس وحيداً، فالتجريم المتزايد للتعاطف مع الفلسطينيين في إسرائيل أطاح بعضو الكنيست اليساري عوفير كيسف بسبب إبدائه التعاطف مع غزة في مقابلات قام بها مع وسائل إعلام أجنبية.

في إحدى تلك المقابلات، قال كسيف إن "إسرائيل أرادت هذا العنف" بعد يومين من عملية حماس غير المسبوقة "طوفان الأقصى" التي قُتل فيها ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي. وأضاف أنه يتعين على جميع محبي السلام أن "يوحدوا قواهم ليقولوا لإسرائيل: إنكم ستنهون الاحتلال الآن".

وأجرى كسيف مقابلة يوم الأحد الفائت اتهم فيها إسرائيل بتفعيل أجندة مسبقة في حربها مع حماس وشبهها "بالحل النهائي" في كناية عن الهولوكوست ضد اليهود. وبسبب تلك التصريحات، تقرر معاقبة كيسف بتجميد عضويته البرلمانية لمدة 45 يوم واقتطاع جزء من راتبه في تلك المدة.

قالت الصحفية والكوميدية الإسرائيلية نعوم شوستر إلياسي هناك حملة غير مسبوقة من التهديد وتكميم الأفواه والمراقبة المشددة ضد أي إسرائيلي يساري يعارض ما يحدث في القطاع المحاصر، وأنه يتم "اعتقال مواطنين فلسطينيين في إسرائيل بسبب الإعجاب بمنشور خاطئ". الصحفي فراي أكد تلك المعلومات أيضاً.

نعوم بدأت تغريداتها تلك بالقول "بالتأكيد سأتلقى قدرًا جنونيًا من الكراهية والتهديدات ولكن يجب أن يقال هذا على الرغم من أن الخوف مخدر للغاية"، وأشارت أنه حتى أهالي الأسرى في غزة يخشون أن انتقادهم للحكومة قد يؤثر على مصير أبنائهم وجهود استرجاعهم. وأضافت الكوميدية الشابة بأن الحكومة الإسرائيلية تستغل آلام تلك العائلات لتبرير "حملة انتقامية في غزة تحرق روحك إذا كنت إنساناً محترماً. نحن خائفون من التحدث".

نعوم استهجنت موقف الإسرائيليين الذي ألقى باللوم على نتنياهو من جهة فيما حدث يوم السبت السابع من أكتوبر، وكيف أن نفس أولئك الإسرائيليون يقفون الآن خلف نتنياهو بالكامل فيما يفعله في غزة.

في الوقت نفسه، هدد رئيس الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي علانية أي شخص يبدي التضامن مع غزة بترحيله إليها فوراً، معلناً منع الشرطة للتظاهرات المنددة بالحرب على غزة واعتقال 5 أشخاص لاحتجاجهم على ما تفعله إسرائيل.