لماذا يدعم مشاهير إسرائيل؟

بوبي لي، كوميديان وممثل أميركي، قال خلال وجوده كضيف على بودكاست Bad friends: "مسؤولون حكوميون سألونا، هل ترغبون في الذهاب إلى إسرائيل، فقلت لماذا؟ قال مجانا".

وواصل "الحكومة الإسرائيلية ترسل المؤثرين والمشاهير في جولة مدفوعة بالكامل على الدرجة الأولى، قلت هل هذا كله بلا مقابل؟ قال لي لا بمقابل، لأنه حينما تصل إلى إسرائيل عليك أن تكتب كل يوم أشياء إيجابية عن البلاد، ولم أشعر أن هذا أمر بسيط حينها".

واستطرد "لا أعلم الكثير عما يدور بين إسرائيل وفلسطين لكنني أعلم أن هناك صراعا ما بينهما، يجب أن أشير في المنشور إلى حساب الحكومة الإسرائيلية في المنشورات، أتمنى لو أنني لم أذهب حينها".

أعلن نصير مزراوي لاعب منتخب المغرب وبايرن ميونيخ تعاطفه مع ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة، فطالب عضو في البرلمان الألماني بترحيله وليس رحيله فقط عن الفريق، وأصدر النادي بيانا أعلن فيه أنه سيتحدث مع اللاعب، وقالت تقارير إن مزراوي أجبر على الاعتذار عما بدر منه -مساندته للضحايا-، وبناء عليه عاد لتدريبات الفريق.

اللاعب الجزائري يوسف عطال، نشر صورة له وهو يضع علم فلسطين، فما كان من عمدة نيس، كريستيان إستروزي إلا أن أصدر بيانا تهديديا حاد اللهجة، هدده بالتراجع أو الرحيل تماما عن النادي والمدينة وربما فرنسا بالكامل. فيما بعد أصدر نيس بيانا أعلن من خلاله إيقاف اللاعب لأجل غير مسمى.

العارضتان الفلسطينيتان بيلا وجيجي حديد تلقيا تهديدات بالقتل بسبب دعمهما لبلادهما، فكيف لهما أن تدعما بلادهما؟ في المقابل 700 فنان من هوليوود نشروا بيانا وأرسلوا خطابا إلى البيت الأبيض يدعم إسرائيل بالكامل فلم يلقوا سوى الاحتفاء.

بعض هؤلاء الفنانين من بينهم غال غادوت وجيري سينفيلد وجيمي لي كورتيس وكريس باين ومايام بياليك وليف شريبير وآمي شومر ومايكل دوغلاس وغيرهم.

دعم غير مشروط دائما لإسرائيل، وفي المطلق، شأنه شأن تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال: "إسرائيل لديها كل الحق في الدفاع عن نفسها، نقطة"، الأمر ذاته مع جاستن ترودو رئيس وزراء كندا الذي أعلن صراحة دعم بلاده لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

نيكولو مكيافيللي الفيلسوف والمفكر والسياسي الإيطالي قال: "الغاية تبرر الوسيلة"، الأمر ذاته هنا، الدعاية من المشاهير هامة لأن إسرائيل تضمن كليا دعم قادة الحكومات الغربية، لكن الضغط الشعبي ورقة هامة.

الأمر أشبه بتفويض عالمي لإسرائيل لفعل ما يحلو لها في غزة دون التعرض لأي مساءلة من أي نوع، دون التقيد بأي قيود أخلاقية.