رحلة نزوح لبنانية.. مصطفى وعائلته يراقبون "التصعيد" من المدرسة

يقول النازح اللبنانيّ مصطفى السيد (53 عاماً) من بلدة بيت ليف في جنوب لبنان لـ"بلينكس"، إنّ المناطق الحدودية خطيرة جداً، مشيراً إلى أنَّ النزوح بات أمراً واقعاً على الكثير من العائلات بسبب اشتداد القصف الإسرائيليّ على مختلف البلدات.

وأضاف: "لدينا أطفال شعروا بالخوف والرعب من الأوضاع المتوترة"، كما أن البقاء في المنازل "بات خطيراً باعتبار أن القذائف تسقط بشكل عشوائي، وبالتالي جميع المناطق السكنية معرضة للدمار".

يوضح السيد أنه نزح في حرب تموز عام 2006 إلى مدينة طرابلس الشمالية من جنوب لبنان، لافتاً إلى أنّ تجربة النزوح صعبة جداً خصوصاً في ظلّ وجود أطفال.

وقال: "حالياً، نحن متواجدون في مدينة صور حيث تم استقبالنا في مدرسة صور الفنية، هنا، تقدم لنا كشافة الرسالة الدعم والمعونات من أجل الصمود، علماً أنه ما من أحد يعي متى ستنتهي تلك الأحداث".

ويلفت السيد إلى أنّ النزوح أثر على كل الناس.

وأضاف "الفرد منّا لا يرتاح إلا في منزله ومنطقته، رغم كل التقديمات التي نحظى بها، إلا أنّ هناك ضائقة نفسية نشعر بها، همّنا الأول هو منازلنا وأرضنا، كما أن النزوح جعل حياتنا تصطدم بظروفٍ صعبة، وهذا الأمر ليس سهلاً خصوصاً في ظلّ أزمة مالية واقتصادية يمرّ بها لبنان".

يشير السيد إلى أنّه لا قدرة مادية لديه من أجل استئجار منزل، لافتاً إلى أن الأسعار خيالية جداً.

قال لبلينكس "النزوح بات لمن إستطاع إليه سبيلاً.. لهذا السبب، قررت اللجوء إلى المدرسة من أجل الاحتماء مع العائلة فيها. مع ذلك، لم يعد لدينا أي عمل الآن.. في الأساس، أعمل في الفلاحة والزراعة والظروف الحالية منعتني عن ذلك، فمنطقتنا خطيرة جداً ولا يمكن العمل فيها الآن".

وعند سؤاله عن مدى استعداده لتحمّل الحرب، أوضح السيد وجهة نظره بأن "ما من أحدٍ لديه استعداد أن يتحمل حرباً سواءً أكانت طويلة أم محدودة".

وأضاف "النزوح حصل، وعائلات كثيرة باتت مشردة في مناطق كثيرة، كذلك، الأطفال باتوا من دون تعليم بعدما أصبحت المدارس مأوى للنازحين. نحن مع المظلوم ضد الظالم، وفي الوقت نفسه، لا نحتمل حرباً مهما كانت، لأن الظروف صعبة جداً".

استغلال الظروف الصعبة بات طاغياً على المشهد في لبنان، فالكثير من النازحين اضطروا لاستئجار منازل بمبالغ طائلة بالدولار الأميركي.

المواطن علي حجازي من بلدة القنطرة في جنوب لبنان قال لـ"بلينكس" إنّ هناك منازل تم تأجيرها بـ 700 دولار شهرياً، وذلك من دون العمولة التي يتم تقاضيها مُسبقاً.

يلفت حجازي أيضاً إلى أن هناك مساكن تم تسعيرها بمبالغ مرتفعة أكثر، لافتاً إلى أن العائلات الميسورة دفعت مبالغ سلفاً للإيجار كي لا يبادر صاحب المسكن إلى تغيير الأسعار واستغلال الظروف الصعبة.