بلينكس تحقق في "فبركة" مكالمة نشرها الجيش الإسرائيلي

في ٢٤ أكتوبر الجاري وفي تمام الساعة ١٠:٣٠ مساء نشر الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مقطعا صوتيا على منصة إكس، منسوب لأحد عناصر حركة حماس مع والده.

كيف وصلت للجيش؟

يقول أدرعي إن هذه المكالمة حصل عليها الجيش الإسرائيلي من خلال هاتف إحدى "الضحايا الإسرائيليات".

وأكد في اتصال هاتفي مع بلينكس أن هذا التسجيل الصوتي هو "مكالمة مسجلة من هاتف إسرائيلي استخدمه أحد مقاتلي حماس ليتصل بوالده".

مضمون المكالمة أن الشاب المتصل يريد أن يبشر أباه بأنه قتل عددا من الإسرائيليين من بينهم نساء في مستوطنة ملفيسيم المحاذية لقطاع غزة، وهو ما اعتبره المتحدث باسم الجيش "فعلا داعشيا".

في المكالمة تحدث الشاب مع أكثر من شخص من أفراد عائلته وبدا متفاخرا بصوته وهو يقول "قتلت 10 إسرائيليين".

حللت بلينكس الصوت في المكالمة عن طريق كبير مهندسي الصوت خالد يونس، والذي أثبت أن المكالمة غير مسجلة من هاتف وإنما تم تسجيل كل صوت من طرفي المكالمة بشكل منفصل.

ينفي هذا ادعاء الجيش الإسرائيلي الذي جاء على لسان المتحدث الرسمي باسمه أفيخاي أدرعي بقوله على تويتر أن هذا التسجيل: "هو تسجيل لمكالمة أجراها مخرب ينتمي لحماس مع والده عبر هاتف يعود لإحدى الضحايا".

عند فصل الصوت بشكل تقني استطاع فريق بلينكس فصل كلام الطرف المتصل في تسجيل واحد، عن تسجيل الطرف الثاني، مستقبِل المكالمة، وهو ما يظهر في الصورة التالية:

بحسب يونس:

• لا يمكن الفصل بهذه الطريقة إلا إذا كان التسجيل قد تم بطريقة منفصلة بين الطرفين".
• منطق التسجيل من الهاتف يلزمنا أن نسمع أحد الأطراف بوضوح وهو الطرف الذي يتم التسجيل عن طريقه، ويكون صوت الطرف الآخر أقل جودة و"مشوشا أكثر من الصوت الأول"، إلا أن التسجيل بشقيه ظهر بذات الترددات الصوتية وبنفس درجة جودة الصوت المنخفضة تقريبا.

واجهت بلينكس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بهذا التسجيل لكنه نفى "فبركة الاتصال"، مدعيا أنهم عثروا عليها في هاتف إحدى الإسرائيليات اللاتي قتلهن أحد عناصر حماس.

مكالمة أخرى نشرها أفيخاي يوم ١٨ أكتوبر في تمام الساعة ١١:٢٩ صباحا ادعى فيها أن "الاستخبارات الإسرائيلية رصدت مكالمة هاتفية بين عنصر سابق في حماس، مع أحد سكان القطاع تحدثا خلالها عن عملية إطلاق صواريخ فاشلة وقعت في المستشفى المعمداني"، حسبما قال أدرعي على منصة إكس.

وخلال مكالمته مع بلينكس أكد أفيخاي أن المكالمة الخاصة بمستشفى المعمداني تم تسجيلها عن طريق الاستخبارات الإسرائيلية.

هذه الطريقة تختلف عن طريقة التسجيل الذي عثر عليه في هاتف القتيلة الإسرائيلية، فالأخيرة سجلها مايكروفون هاتف، والثانية سُجلت عن طريق الاستخبارات، ولا يوجد معلومات إذا كانت الاستخبارات سجلتها عن طريق هاتف أيضا أو لا.

لكن فريق هندسة الصوت في بلينكس حلل المكالمة الخاصة بالمستشفى المعمداني ووجدها تتمتع بنفس خصائص المكالمة التي سجلت من هاتف "القتيلة الإسرائيلية".

• يمكن فصل الأصوات في التسجيلين بين صوت المتحدث، وصوت المستقبِل.

• تتشابه جودة الصوت في التسجيلين، وهو ما يتناقض مع الادعاء الإسرائيلي بأن الأولى تم رصدها عن طريق الاستخبارات، والثانية تم الحصول عليها من هاتف مواطنة إسرائيلية.

• احتويتا على أجزاء صغيرة في المقطع الصوتي بعد فصله من قبل فريق بلينكس، على أجزاء صغيرة مثل صوت النَفَس الخفيف أو صوت حركة الهواء.
• في المكالمتين اختفت تلك الأجزاء بعد دمج صوت المتحدث مع المستقبِل ليكونا مكالمة واحدة كما نُشرتا على مواقع التواصل الاجتماعي.
• تشترك المكالمتان في أن صوت المتحدثيَن يخرج من سماعة منفصلة، فمثلا يكون صوت المرسل من السماعة العلوية والمستقبِل من السماعة السفلية وهذا دليل آخر على أن المكالمة أنتجت من خلال ملفين صوتيين تم دمجهما، وليس مكالمة مسجلة على مرة واحدة.