في عيد ميلادهما.. القصف الإسرائيلي يقتل الطفلين "آدم وشام"

غارة إسرائيلية يوم ٢١ أكتوبر ٢٠٢٣ نزلت على المبنى المكوّن من عدة طوابق في رفح وقتلت زوجة أيمن الحامل بالشهر التاسع وولدَيهما وزوجتَي شقيقَيه واثنين من أطفالهما وابنة خاله وابن خاله.

وفي قطاع غزة، قتل القصف الإسرائيلي أكثر من خمسة آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نحو 2000 طفل جراء القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

مساء السبت، صعد أبو شمالة إلى سطح المبنى للتأكّد من امتلاء خزانات المياه، بعدما تمكّن من جلبها بالصهاريج بعد انقطاع دام 11 يوما. وقال لوكالة فرانس برس: "أوّل ما بدأت أنزل الدرج، وقع القصف. لو نزلت قبل 30 ثانية لاستشهدت معهم".

تقول فرانس برس إن أيمن ظل يبكي ويمسح سيل دموعه بيدَيه خلال مقابلتهم معه، وواصل أيمن حديثه ليقول: "استشهد ولداي في يوم ميلادهما، سيكون من الصعب عليَ أن أعيش يوم ميلادهما كل سنة". وتابع أيمن: "وضعوا أشلاء آدم في كيس أزرق فيما كانت شام متفحمة".

الزوجة الحامل دارين أبو شمالة (٢٨ عاما) كانت قد اختارت مع زوجها أيمن اسم "مكة" لطفلتهما القادمة. ورى أيمن أن دارين كانت تحمل سلة الغسيل في يديها مع مكة في أحشائها ذاهبة لتنشر الغسيل على الشرفة. فحدث القصف وقتها، ويروي أيمن أنه شاهد "دارين تطير من الطابق الثالث إلى منزل الجيران".

وقال: "توقّعت أن تكون قد استُشهدت هي والجنين، فقد سقطت من ارتفاع كبير ومن الطبيعي ألّا تكون قد نجت.. حين وجدناها، أقسم بالله أنها قالت لي وهي تموت: أَخرجوا ابنتي مكّة يا أيمن".

توقع أيمن أن زوجته الحامل مع الطفلة "الجنين" قد قُتلا، لكن أيمن بمساعدة الأطباء حاولوا أن ينفذوا وصية الأم أن ينقذوا "مكة".

تمكّن الأطباء من إجراء عملية قيصرية عاجلة لدارين بعد وفاتها. بعد ذلك، نُقلت المولودة الجديدة مكّة إلى قسم الأطفال في مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح.

وقال رئيس قسم العناية المركّزة في قسم الولادات في مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي محمد سلامة لوكالة فرانس برس: "المولودة مكّة وصلتنا بإسعاف العناية المركزة من مستشفى أبو يوسف النجار وكانت في وضع صحي صعب جدا، وتم وضعها فورا على جهاز التنفس الصناعي لتأمين وصول الأكسجين لها".

وأضاف "للأسف، تشير المؤشرات الأولى إلى أن الدماغ تعرّض لنقص الأكسجين والدم لأن وفاة الأم حدثت قبل وقت طويل من إخراج المولودة".

تعاني مكة من تشنجات ويحاول الأطباء إنقاذ حياتها لكنهم يرجحون أن تصاب بإعاقة دائمة بسبب انقطاع الأكسجين والدم.

في المستشفى، يقف الأب المكلوم أيمن في قسم الحضانة حيث تقبع مولودته الحديثة، وينفجر بالبكاء قبل أن يعانقه طبيب كتب على البطاقة التعريفية الملصقة على الحاضنة الخاصة بابنته "طفلة الشهيدة دارين أبو شمالة" وتاريخ ميلادها 21 أكتوبر 2023 الذي سيصادف ذكرى مقتل والدتها وأختها وأخيها.