من هي الأسيرة المحررة التي أثارت غضب إسرائيليين؟

بتتبع تصريحات أقارب يوشيفيد ليفشيتز، وأحفادها، هناك العديد من الجوانب لشخصية المسنة الإسرائيلية التي صافحت مقاتل حماس، فوفقا لمنشور كتبه غادي عميحاي، ابن أحد أخوة ليفشيتز، فهي أم لـ٤ أبناء وجدة لـ١١ حفيدا، انتقلت إلى الكيبونس في عمر ١٧ عاما فقط، حيث عاشت مع زوجها عوديد، الذي يهوى عزف البيانو وقراءة القصص لأطفال العائلة.

من جهة أخرى أمضت ليفشيتز أعواما من عمرها في النشاط السياسي، بحسب تصريحات حفيدها دانييل ليفشيتز لوكالة رويترز.

فالزوج الذي ما زال في الأسر إلى اللحظة والزوجة التي أطلقت حماس سراحها مساء الإثنين، يعتبران من الناشطين في مجال السلام وحقوق الإنسان، وتعاملا لعقد كامل مع أهالي غزة، فوفقا لتقرير لصحيفة نيويورك تايمز، اعتاد الزوج التطوع لنقل المرضى من قطاع غزة المحاصر عن طريق معبر إيريز إلى المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج، وفي بعض الأحيان اعتاد على مساعدة الفلسطينيين للوصول إلى حيفا والقدس بالرغم مما واجه من متاعب متعلقة بالرحلات الطويلة.

ويقول دانييل ليفشيتز حفيد الثنائي أن جدته لا تعرف مصير زوجها، وأنها رأته لآخر مرة مصابا برصاصه في يده إلى جانب سياج.

بالعودة للسابع من أكتوبر، بالتحديد كيبوتس نير عوز، المتاخم للجدار الفاصل عن قطاع غزة، خاضت ليفشيتز رحلتين إلى مقر احتجازها الأولى نقلت خلاله على متن دراجة نارية، لكنها تعرضت للضرب بالعُصي أثناء الرحلة مما خلف بعض الكدمات، ووصفت ليفشيتز تجربتها هذه بـ"الجحيم".

لاحقا اضطرت العجوز للسير بضع كيلومترات على أرض رطبة حد وصفها، ثم وصلت إلى مقر إقامتها الجديد داخل سلسلة شاسعة من الأنفاق الأرضية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.

من مستشفى ايخيلوف في تل أبيب تصف ليفشيتز أنها انضمت في البداية لحوالي ٢٥ أسيرا آخر، قبل أن يقسموا إلى مجموعات من ٥ أفراد في غرف منفصلة.

هنا تبدأ رواية ليفشيتز في التبدل، إذ ترى أن معاملة حماس للأسرى أصبحت أفضل.

ففي غرف وضعت فيها المراتب على الأرضيات مخصصة للنوم، اهتمت حماس وفقا لحديثها في تلك المرحلة بنظافة كل شيء، كما كان هناك نساء من حماس مسؤولات عن أمور النظافة الصحية بالنسبة للأسيرات من النساء.

أما عن الطعام، فاعتاد الأسرى تناول نفس الطعام المخصص لحراس حماس، والمكون من الخبز والجبن والخيار.

في الوقت ذاته، حصل الأسرى على رعاية صحية، ففي مجموعتها تؤكد ليفشيتز أن كل أسيرة كان لها طبيب خاص، حسب شبكة سي إن إن، كما تواجد مسعف في المحيط مسؤول عن تنظيم تناول الأدوية، وقالت: "لقد كانوا كرماء جدا معنا، ولطفاء جدا.. لقد اهتموا بكل التفاصيل".

وقالت المسنة أيضا أنها ترى أن حماس حرصت على ألا يمرض أحد الأسرى، ومن ثم اعتاد الطبيب على زيارتهم كل يومين إلى ٣ أيام.

في مقال بعنوان "لماذا سمحت إسرائيل بكارثة دبلوماسية عامة؟" على صفحات يديعوت أحرونوت، استنكر الصحفي ران بوكر، عدم تواجد متحدث رسمي أثناء المؤتمر الصحفي الذي ظهرت فيه ليفشيتز قائلا: "كيف يمكن أن نقع بأيدينا.. في فخ رواية حماس؟".

وأضاف الصحفي: "ماذا كان يمكن توقعه من امرأة مسنة عاشت في كابوس، وما زال زوجها محتجزا لدى حماس، وما زالت حياتها تعتمد على الإرهابيين؟".

واستنكر الصحفي كذلك أن تصريحات ليفشيتز من شأنها "بث الأمل" لدى ٢٠٠ عائلة قد يكون أفراد منها ضمن الـ ٢٥ أسير الذي تقاطعت المسنة معهم، ودعا لإصدار "توجيهات صريحة" فيما يخص التواصل مع الأسرى بعد إطلاق سراحهم.