إسرائيل تتدرب على الهجوم البري في "غزة الصغيرة"

لا يمكننا مقارنة مساحة قطاع غزة الفعلي بتلك المنشأة التدريبية الإسرائيلي، إذ أن مساحة "غزة الصغيرة" تقدر بحوالي ربع كيلومتر مربع فقط، لكنها معدة تماما كي تبدو شبيهة بالقطاع المكتظ الذي يتعرض لغارات جوية كثيفة أودت بحياة 6546 شخص وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

رسميا تعرف المنطقة باسم "مركز التدريب على الحرب الحضرية"، وتضم مئات من المباني، ٥٠٠ مبنى كما تُرجح صحيفة تايمز أوف إسرائيل، بعضها يبلغ ارتفاعه ٨ طوابق، كما أنه يتسع لتدريب لواء كامل مكون من ألفي جندي.

هناك أيضا مبان صغيرة، حارات ضيقة، بعض الأنفاق، بالإضافة إلى واجهات المحال التجارية والمساجد والمنازل التي من المفترض أن تحاكي البيئة الفعلية لمدينة غزة وللقطاع، ولمزيد من الواقعية هناك رسوم جرافيتي من الجدران، لبعض الأعلام والرموز الفلسطينية وحتى بعض المقاتلين.

تقع المنشأة التدريبية في صحراء النقب، بالتحديد في قاعدة تزيليم العسكرية، إلا أنها لم تُدشن على عجالة لمحاولة الاستعداد للهجوم البرى المرتقب بعد هجوم حماس في الـ ٧ من أكتوبر الجاري، لكن تاريخ تدشينها يعود للعالم ٢٠٠٥ في أعقاب الانتفاضية الفلسطينية الثانية حيث ارتبط القتال بالمدن والمناطق الحضرية أكثر فأكثر، وتقول صحيفة نيوز ويك أن المنشأة أُقيمت بمساعدة الولايات المتحدة، أما عن تكلفة الإنشاء فقد بلغت حوالي ٤٥ مليون دولار أميركي.

واستضافة المنشأة ذاتها قوات أخرى بالإضافة للجيش الإسرائيلي لتلقي التدريبات، منها الجيش الأميركي وقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.

خلال فترة غير محددة، يعتقد أن القوات الإسرائيلية سوف تنتقل إلى قطاع غزة من أجل الهجوم المرتقب منذ حوالي ٢٠ يوما، إلا أن ظروف القتال هناك ليست مثالية، كما تصفها صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، فالجيش الإسرائيلي سيتعين عليه مواجهة عبوات ناسفة وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، بالإضافة إلى شبكة الأنفاق الشهيرة الممتدة أسفل القطاع.

ويصف أحد الضباط الإسرائيليين للصحيفة الأميركية تلك المواجهات الحضرية المرتقبة بكونها "أم كل المخاوف".

لكن الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه يقوم بتنفيذ عمليات عسكرية داخل القطاع بالفعل، على الرغم من عدم بدء اجتياح برى واسع على النحو المتوقع، فعلى سبيل المثال أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الخميس عن انخراط قواتها في توغل بري أثناء ليل الأربعاء، هاجم بعض الأهداف التابعة لحركة حماس إلا أن الجنود انسحبوا مجددا بعد انتهاء مهمتهم.

ذكر الجيش الإسرائيلي أيضا أنه قام بهجوم مشابه الأحد الماضي.