سياسة
.
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم التاسع عشر، أصبحت منظمة إغاثية أممية آخر الأهداف التي تتعرض لهجمات غير مسبوقة تسعى لإعاقة وتقويض عملها، بل وحتى السعي لتفكيك المنظمة نفسها، فما هو دور الأونروا؟ وكيف حصل الهجوم الذي تعرضت له المنظمة؟
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. منذ عام 1949 وهي تقوم بتقديم خدمات صحية وتعليمية وإنسانية لمن تم تهجيرهم من بيوتهم في نكبة عام 1948. وبلغ عدد اللاجئين المسجلين لديها عام 2019 أكثر من 5.9 مليون لاجئ فلسطيني.
برز لها دور خلال الحرب الإسرائيلية الجارية من خلال فتح مدارسها حول القطاع المحاصر كملاجئ للنازحين من أماكن القصف العنيف، بالإضافة لتقديمها المؤونة الغذائية والدواء للمحتاجين.
لكن المنظمة الأممية أصبحت هدفا لهجمات سيبرانية ضخمة وغير مسبوقة تسعى لتعطيل خدماتها وأنظمة تواصلها، بحسب مسؤول في الأونروا تحدث لـ"بلينكس"، ورفض ذكر اسمه نظراً لحساسية الموقف.
قال المصدر لبلينكس إن محاولات الاختراق والتعطيل طالت موقع الأونروا الإلكتروني وهو ما دفعهم لرفع مستوى الحماية والأمن: "مسؤول الأمن الرقمي يقول لنا بأنه لم يرَ أي هجمة بهذا الحجم من قبل، الأمر جنوني".
تقول المنظمة على لسان المصدر إن حملات جمع التبرعات أونلاين تعرضت أيضاً لهجمات تشويش عنيفة، هذا بالإضافة للعديد من المقالات الصحفية الرامية لشيطنة الأونروا والدعوة لتفكيكها.
الأمر وصل، بحسب المصدر، لأن قامت الحكومة الإسرائيلية نفسها بنشر رسومات تعمل على شيطنة المنظمة الأممية، ولكن المسؤول يضيف بأن إسرائيل حذفت تلك المنشورات بعد احتجاج الأونروا بشكل رسمي.
الهجمات ضد الأونروا ليست بالأمر الجديد، لكنها خلال الحرب ارتفعت بشكل غير مسبوق.
الإسرائيليون يرون بأن وجود الأونروا كهيئة لتوثيق اللاجئين الفلسطينيين وأحوالهم وتقديم الدعم المادي لهم تعمل على إبقاء حق العودة الفلسطيني حياً، ولذلك يجادل المسؤولون الإسرائيليون بأن الأونروا جزءا من مشكلة "إدامة أزمة اللاجئين" ويجب تفكيكها لتنتهي المطالبات بعودة اللاجئين لأراضيهم التي هجروا منها عام 1948.
الإسرائيليون أيضاً ينتقدون أن الأونروا تعتبر أبناء اللاجئين الفلسطينيين في الشتات والأراضي المحتلة لاجئين أيضاً، وتنادي بإسقاط صفة لاجئ عن تلك الفئة ودمجهم في الدول التي هُجر أباءهم وأجدادهم إليها كسوريا ولبنان والأردن.
في عام 2018، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قطع كامل المساعدات الأميركية عن وكالة الأونروا، والبالغ قيمتها في حينه نحو 200 مليون دولار سنوياً.
وزارة الخارجية الأميركية قالت في حينه إن أونروا تعتبر "عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه" وأضافت بأن المنظمة الأممية تخلق "مجتمع من المستفيدين المتوسع بلا نهاية وبشكل كبير".
الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن قام باستئناف دعم الأونروا إيماناً بأهمية دورها الإغاثي في المحافظة على استقرار الأوضاع في الأراضي المحتلة وعدم تفجير موجات غضب شعبي في حال تدهور الأوضاع المعيشية الصعبة بالفعل. لكن الهجمات ضد الأونروا لم تنقطع منذ ذلك الحين.
لا يوجد أي دليل واضح حتى اللحظة يدعم نظرية سرقة أو استغلال حركة حماس للمساعدات الإنسانية والإغاثية الغربية في غزة، والتي تخضع عادةً لأنظمة رقابة صارمة للغاية في فحص المستفيدين والتأكد من وصول المساعدات لهم بشكل مباشر.
السفير الإسرائيلي للاتحاد الأوروبي حايم ريجيف أقر بنفسه بأنه لا يوجد أي دليل أن المساعدات الأوروبية وقعت في أيدي حركة حماس.
مع ذلك، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال، أحد أكبر الصحف الأميركية خبراً عنوانه "كيف قام الغرب – وإسرائيل نفسها – بتمويل حماس عن غير قصد؟"
وعلى الرغم من عدم توفير المقال لأي أدلة تدعم هذا الادعاء، إلا أن الحجة التي استعملها المقال كانت أنه بمجرد بناء المجتمع الدولي لمدارس أو مستشفيات في غزة تابعة للأمم المتحدة، فإن ذلك يجب أن ينظر له على أنه مساعدة لحركة حماس تمكنها من تجنب دفع تكاليف حكمها لغزة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة