معضلة الذخيرة.. أميركا تحتاج 6 سنوات لتعويض المخزون

خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣، وجدت إسرائيل نفسها مضطرة لإعادة إمداد الأسلحة والذخائر من الولايات المتحدة، لتتعلم الدرس لاحقا بأن أنشأت واشنطن في ثمانينيات القرن العشرين مستودع ذخيرة احتياطي في إسرائيل يعرف اختصارا بـ WRSA-I.

يهدف المستودع إلى وجود احتياطي من الذخيرة يسهل الوصول إليه، أو بحسب توصيف المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي "بوليصة تأمين" لإسرائيل للحصول على الأسلحة الحيوية.

استخدمت إسرائيل المستودع الأميركي في حرب ٢٠٠٦ أمام حزب الله وعام ٢٠١٤ أمام حركة حماس، إلا أنه يشير إلى نقص في مخزون الذخيرة دقيقة التوجيه في هذه المستودعات بسبب القدرة الإنتاجية المحدودة لواشنطن، ومعدلات الاستخدام المرتفعة والطلبات التنافسية للتخزين المسبق من المسارح الأخرى، وفقا لتقرير المعهد ذاته عام ٢٠٢٠.

وحذر التقرير حينها من مواجهة إسرائيل لأول مرة منذ عام 1973 احتمال نشوب حرب متعددة الجبهات، ربما تشمل لبنان وسوريا والعراق وغزة وحتى إيران نفسها، مع تحدي تفوقها النوعي يتمثل في نشر إيران للطائرات بدون طيار المسلحة الرخيصة والوفيرة والمتزايدة القدرة والصواريخ والقذائف، بما في ذلك الذخائر الدقيقة.

مطلع هذا العام استخدم البنتاغون مخزونا ضخما وغير معروف من الذخيرة الأميركية في إسرائيل للمساعدة في تلبية حاجة أوكرانيا الماسة لقذائف المدفعية في الحرب مع روسيا، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وكشفت صحيفة إسرائيل هايوم الإسرائيلية في أبريل الماضي عن نقل البيت الأبيض لإمداداته من الذخيرة إلى جبهة أخرى، ونقلت عن وزير سابق في الحكومة الإسرائيلية قوله إن هذه هي المخزونات تأثير أكبر في ضوء التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل في مسارات متعددة، فيما أشار مسؤول أميركي إلى أنه من غير الواضح متى سيتم إعادة تخزين هذه المستودعات.

تحتاح أوكرانيا وإسرائيل إلى أسلحة مختلفة، فتريد كييف كميات هائلة من ذخيرة المدفعية، بينما تطلب إسرائيل ذخائر جوية دقيقة التوجيه وصواريخ اعتراضية لتعبئة القبة الحديدية، بحسب CNN.

ولكن إذا شنت إسرائيل توغلا بريا في غزة، فإن الجيش الإسرائيلي سيخلق طلبا جديدا وغير متوقع على الإطلاق على ذخائر المدفعية عيار 155 ملليمتر وأسلحة أخرى.

رغم ذلك قالت مصادر إسرائيلية مطلعة لموقع "أكسيوس" إن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تخطط لإرسال عشرات الآلاف من قذائف المدفعية، والتي كانت متجهة إلى أوكرانيا من مخزون الطوارئ الأميركي قبل عدة أشهر.

يأتي هذا وسط أحاديث من المسؤولين الأميركيين أن الأمر لن يكون له تأثير فوري على كييف التي تخوض حربا منذ نحو عامين أمام روسيا.

قدمت الولايات المتحدة قدمت حوالي مليون قذيفة إلى أوكرانيا، في حين تنتج واشنطن في الوقت الحالي 3250 قذيفة ١٥٥ ملليمتر شهريا، بحسب تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي مطلع العام الجاري.

يقول البنتاغون إنه يمكن أن تصل بالإنتاج حتى 40 ألف قذيفة شهريا، و480 ألف قذيفة سنويا بحلول عام 2025، وبهذا المعدل، سيستغرق الأمر حوالي 6 سنوات لإعادة بناء المخزونات مما يسمح للاستخدام العادي في وقت السلم وبافتراض عدم وجود أي تحويلات أخرى من المخزون.