لو فيغارو: إيران تستثمر بالفوضى في الشرق الأوسط

يفيد تقرير لوفيغارو أن حرب غزة ليست سوى جزء صغير من الأزمة الكبيرة التي حلت بمنطقة الشرق الأوسط، ويرجح التقرير أن الصراع الحقيقي هو صراع إيراني محض تسعى من خلاله تشتيت تركيز الجيش الإسرائيلي وإفشال اتفاقيات السلام مع إسرائيل، فضلا عن إبعاد النفوذ الأميركي في المنطقة.

ولإبقاء الجيش الإسرائيلي مشتت التركيز، يشير تقرير لمركز كريتيكال ثريت أن مسلحون مدعومون من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني، نفذوا 6 هجمات كجزء من حملة هجومية مستمرة استهدفت مواقع الرادار وأجهزة الاستشعار التابعة للجيش الإسرائيلي وأهدافًا عسكرية.

إبعاد النفوذ الأميركي من المنطقة هو أحد الأهداف الأخرى التي تسعى إيران الوصول إليها، وفقا لـ لوفيغارو، ويرى مسؤولون في البنتاغون أن الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها قواعد عسكرية بسوريا والعراق من طرف بعض الميليشات الموالية لإيران هي دليل واضح على لذلك.

تدعم إيران جماعات تنتشر حول إسرائيل شمالا وجنوبا شرقا وغربا ومن بينها:

حزب الله

تأسس حركة حزب الله عام 1982، وأصبحت الجماعة "دولة ظل" داخل لبنان، واستخدمتها إيران لمهاجمة إسرائيل ودعم النظام السوري خلال الحرب الأهلية السورية. ومنذ هجوم حماس، أطلق حزب الله الصواريخ على إسرائيل، وهدد بشن هجوم شامل في الشمال إذا غزت إسرائيل غزة، وفقا لصحيفة لوموند.

حركة حماس

تأسست "حركة المقاومة الإسلامية" عام 1987 ولها علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وتسيطر حماس على غزة وتمارس نفوذها في الضفة الغربية. وعلى الرغم من الاختلافات الدينية مع إيران، فإن الجماعة تشترك في هدف الصراع مع إسرائيل. تظهر المعلومات الاستخباراتية أن إيران كانت على علم بهجوم حماس المفاجئ على إسرائيل ودعمته، حسب ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال.

حركة الجهاد الإسلامي

مقرها الضفة الغربية وهي في بعض الأحيان حليفة لحماس وأحياناً منافسة لها، كما أنها تتلقى تمويلاً وأسلحة من إيران. خلال الأسبوع الماضي، أصابت غارة جوية إسرائيلية مركز قيادة تستخدمه كل من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين في الضفة الغربية، حسب صحيفة نيويورك تايمز، وهو ما يوحي إلى احتمال شن الحركة هجمات على إسرائيل من هناك في حالة تنفيذ التدخل العسكري في غزة.

كتائب حزب الله

تدعم إيران عددًا من الجماعات في العراق، ومنذ هجوم حماس، تم إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ من كتائب حزب الله وجماعات أخرى مدعومة من إيران على قاعدة عين الأسد الجوية التي تستخدمها الولايات المتحدة، وفقا لوكالة رويترز.

الحوثيون

هم المتمردون في اليمن الذين يرغبون في الإطاحة بالحكومة اليمنية، شعارهم هو "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، وانتصار الإسلام".

وفي الأسبوع الماضي، أطلق الحوثيون تسعة صواريخ كروز و15 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل على مدى تسع ساعات. وقد أسقطتهم المدمرة يو إس إس كارني، وهي مدمرة أرسلتها الولايات المتحدة إلى البحر الأحمر.

أنشأت إيران شبكة واسعة لتهريب الأسلحة إلى الأراضي الفلسطينية مستفيدة من الاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط قي العقود الأخيرة، حسب تقرير لوول ستريت جورنال. ومن خلال شبكة من الميليشيات الموالية، أنشأت طهران ممرًا بريًا يعبر مئات الأميال عبر العراق وسوريا إلى لبنان، وعبر الأردن إلى الضفة الغربية، مما سمح لها بنقل القوات والمعدات والأسلحة إلى حلفائها باستخدام طائرات بدون طيار ورحلات طيران سرية وجسر بري وكذلك عبر المساعدات التي أرسلتها إيران لضحايا الزلزال الذي عرفته سوريا مطلع هذا العام.

يذهب الجزء الأكبر من الأسلحة الإيرانية للفلسطينيين بالضفة الغربية، وخاصة إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وتشمل الأسلحة المهربة عبر الأردن نسخاً إيرانية طبق الأصل من ألغام كلايمور الأميركية المضادة للأفراد، وبنادق هجومية من طراز M4، ومادة تي إن تي وغيرها من المتفجرات والمسدسات.

ويقول مسؤولون أمنيون إقليميون إنه من غير الواضح عدد الأسلحة التي يتم تهريبها إلى الأراضي الفلسطينية، وما إذا كان بعض الأسلحة ينتهي بها الأمر في غزة، لكن الجيش إسرائيلي رصد العام الماضي ارتفاعا في محاولات تهريب أسلحة ومخدرات إلى إسرائيل من الأردن ومصر حيث أحبطت السلطات ما لا يقل عن 35 محاولة تهريب من الأردن، وصادرت أكثر من 800 قطعة سلاح، وفقًا لإحصاء معهد واشنطن للأبحاث.

وقالت حركة فتح المعارضة لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني أنها ضبطت خلال العامين الماضيين نحو 600 إلى 1000 قطعة سلاح سنويا في الضفة الغربية، أي أكثر من ضعف العدد قبل عام 2021.