بعد 21 يوما من الحرب.. لماذا تجتاح إسرائيل غزة الآن؟

ما بين منح الفرصة للتفاوض بشأن الأسرى، أو وصول تعزيزات عسكرية أميركية لتأمين إسرائيل حال نشوب حرب متعددة الجبهات، أو غير ذلك، توزعت الأسباب التي قدمها مراقبون عن سبب تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة طوال الأسابيع الثلاثة الماضية.

وراح البعض لأبعد من ذلك، بتأكيد وجود خلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكبار قادته العسكريين، بشأن هذا الملف تحديدا.

صحيفة نيويورك تايمز قالت إن الجيش الإسرائيلي أتم قبل أيام تجهيزاته العملياتية لبدء اجتياح غزة برياً بشكل رسمي، لكن المستوى السياسي المنقسم لم يقرر رأيه بعد ولم يقم رئيس الوزراء نتنياهو بإعطاء الضوء الأخضر للجيش للدخول إلى القطاع المحاصر.

ولا يخفي السياسيون الإسرائيليون خوفهم مما قد يعنيه الاجتياح البري لغزة في المدى القريب من حيث عدد قتلى وخسائر الجيش المرتفعة، أو في المدى البعيد من حيث عدم توفر خطة لما سيأتي بعد الحرب.

لم يخرج نتنياهو للإعلام بتصريح رسمي حتى الآن عن "اجتياح بري كامل" لقطاع غزة، وهو ما تداوله الإعلام الفلسطيني المحلي. إذ ما أعلنه الجيش الإسرائيلي هو "توسيع عملياته البرية على حدود قطاع غزة"، فيما يتوقع خبراء أن الساعات القادمة ستشهد توغلا بريا للجيش الإسرائيلي في أراضي القطاع.

موقع "أكسيوس" نقل عن مسؤولين إسرائيليين أن قرار توسيع العمليات البرية في قطاع غزة جاء بعد فشل المفاوضات في التوصل لحل بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة.

ونزح أكثر من ١.١ مليون فلسطيني من شمال القطاع نحو الجنوب منذ بداية التصعيد، وتركزوا في مناطق خانيونس ورفح وغيرها، ويسكن غالبيتهم في مدارس الأونروا، فيما يتخذ بعضهم من المستشفيات مسكنا مؤقتا؛ لاعتقادهم بأن المستشفيات "أكثر أمانا" من غيرها من المباني.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال إن الجيش لديه مهمة وصفها بـ "الوطنية" تتمثل في إعادة الأسرى الإسرائيليين، وأضاف: "مستعدون على كل الجبهات للحفاظ على أمن إسرائيل". وطالب سكان مدينة غزة التي تقع في وسط القطاع للتحرك جنوباً، لأن "القوات البرية ستوسع عملياتها هذه الليلة".

منذ بداية الحرب ظل الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات قصف بأسلوب الحزام الناري في شمال قطاع غزة، في محاولة لإخلاء هذا الجزء من القطاع تمهيدا للحظة الاجتياح.

وفي تمام السابعة مساء الجمعة ٢٧ أكتوبر، بالتوقيت المحلي، انقطعت الاتصالات في غزة بعد أن نفذ الجيش الإسرائيلي "أعنف هجوم جوي" شمال القطاع، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.

وأعلنت شركة جوال، وهي شركة اتصالات فلسطينية، توقف خدماتها بسبب القصف، وأن "الاتصال الخلوي والإنترنت توقف تماما في قطاع غزة".

وبدأت اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي الذي يوسع عملياته البرية في القطاع وبين مقاتلي الفصائل الفلسطينية في الساعة ١١:٣٠ ليل اليوم ذاته، وتركزت على الحدود الشمالية للقطاع، والحدود الشرقية المتاخمة لمدينة خانيونس وسط القطاع.

مارك ريجيف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن إسرائيل تكثف الضغط على حماس وإن عملياتها العسكرية جارية وإن غزة ستكون مختلفة للغاية.

وذكر ريجيف لشبكة فوكس نيوز "ضرباتنا العسكرية ستستمر حتى نفكك آلياتهم العسكرية وهيكلهم السياسي في غزة. حينما ينتهي هذا، ستكون غزة مختلفة للغاية".