بمساعدة "صانع الملوك".. غزة قد تطيح بـ"جو بايدن"

للمرة الأولى منذ دخوله البيت الأبيض عام2021، هبطت نسب قبول بايدن لأدنى مستوى لها عند 37% مقارنة بالشهر الماضي.

اللافت للأنظار كان تدني تلك النسبة في أوساط حزبه الديمقراطي نفسه، حيث هبطت شعبية الرئيس الثمانيني بنحو 10% بين من صوتوا له في الانتخابات الأخيرة.

العديد من الخبراء والمحللين السياسيين فسروا سبب ذلك بالحرب الإسرائيلية في غزة وانحياز الرئيس الأميركي بشدة لإسرائيل، وتجاهله لما تفعله في غزة من حصار كامل أو قصف عنيف.

تتزامن نتيجة هذا الاستطلاع من غالوب المرموقة مع دعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لعدم التصويت لبايدن لفترة رئاسية جديدة في انتخابات نوفمبر 2024، وإعطاء تلك الأصوات لمرشح ثالث مستقل.

زكاري فوستر هو أكاديمي ومؤرخ أميركي يهودي شهير، غرد على موقع إكس بأنه كان عازماً على التصويت لبايدن في الانتخابات القادمة، ولكنه بدل رأيه بسبب ما وصفه بـ"دعم بايدن لإبادة جماعية في غزة"، و"إنكاره أرقام حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي".

المنشور لاقى تفاعلاً كثيراً، من متابعين عبروا بطريقة مماثلة عن امتعاضهم من الرئيس الأميركي وعزمهم على معاقبته بعدم منحه أصواتهم في الانتخابات القادمة.

وبالمثل، انتشرت دعوات مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في أوساط العرب والمسلمين في أميركا الذين توعدوا بعدم التصويت للرئيس الديمقراطي الذي يخطط لمنح إسرائيل نحو 14 مليار دولار من الذخيرة والأسلحة والمساعدات العسكرية لاستخدامها في الحرب على غزة.

كورنيل ويست هو أستاذ في علم الفلسفة في جامعة هارفارد العريقة وناشط سياسي ومفكر أميركي من أصل أفريقي بارز، ظهر في سلسلة أفلام ماتريكس الشهيرة كأحد الحكماء.

وهو أيضاً من أبرز المتعاطفين مع غزة في الحروب الإسرائيلية المختلفة عليها.

ويست حالياً مرشح ما يسمى بـ"الطريق الثالث للرئاسة"، أي أنه مرشح خارج إطار الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

تمنحه استطلاعات الرأي من 2 إلى 6% من الأصوات في حال ترشحه ضد دونالد ترمب وجو بايدن.

لكن على الرغم من أن فرصه في النجاح تعتبر ضئيلة، إلا أنه يعتبر "صانع ملوك" بمجرد ترشحه، لأن وجوده يعني استمالة بعض الناخبين اليساريين للتصويت له بدلاً من بايدن وهو ما قد يرفع من فرصة ترمب في الفوز مرة أخرى.

في انتخابات عام 2016 عندما فاز المرشح الجمهوري دونالد ترمب ضد هيلاري كلينتون، كان أحد الأسباب الرئيسية لتلك النتيجة هي المرشحة الثالثة المستقلة جيل ستاين.

صوّت 1% فقط من الناخبين للدكتورة ستاين التي ركزت حملتها الانتخابية على قضايا البيئة والمناخ.

على الرغم من أن ستاين لم يكن لديها أي فرصة في الفوز إلا أن ما حصدته من أصوات الناخبين اليساريين كان كفيلاً بترجيح كفة ترمب عبر إنقاص حصة كلينتون من الأصوات.

لاحقا، اتهمت هيلاري جيل ستاين بأن الحكومة الروسية هي من وقفت خلف قرارها للترشح وحملتها الانتخابية لإنجاح مرشح الحزب الجمهوري ترمب، وهي تهمة نفتها جيل بشكل قاطع ووصفتها بـ"المهينة".

"إذا كان هناك احتلال فلسطيني ضد اليهود، وكان اليهود في غزة وقطع الفلسطينيون الماء والطعام والكهرباء، وقصفوا المدينة وقتلوا 2300 طفل. مع أي جانب ستقف الحكومة الأميركية؟ لأي جانب سينحاز الإعلام الأميركي؟".

هذه كانت تصريحات كورنيل ويست حول التصعيد الجاري في غزة والتي جذبت انتباه النشطاء اليساريين نحوه.

كورنيل دان انحياز الإعلام والحكومات الغربية حول ما وصفه بـ"الإبادة" في غزة.

تصريحات ويست الجريئة وغير المعهودة في الأوساط السياسية الأميركية قد تجعله المرشح المفضل للناخبين الغاضبين من سياسات بايدن تجاه ما تفعله إسرائيل في غزة، وهو ما قد يؤدي خسارة كلاً من ويست وبايدن في الانتخابات، لصالح مرشح الحزب الجمهوري.