بعد تخفيض الطعام.. كيف يعيش سجناء الضفة الغربية؟

"لأول مرة يشهد الأسرى مثل هذه الانتهاكات داخل السجون الإسرائيلية" هذا ما قالته ابنة معتقل في السجون الإسرائيلية عن حالة والدها في سجن نفحة القريب من الحدود المصرية.

ورفضت الشابة ذات الـ٢٢ عاما الإفصاح عن هويتها، خوفا على سلامة والدها، وحفاظا على الطريقة التي تتواصل معه من خلالها.

سجن والد الفتاة في العام ٢٠٠١ ولم تراه إلا من خلف القضبان طيلة حياتها.

تقول الشابة إن إدارة السجون منذ ٧ أكتوبر، حين بدأت الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، بدأت بمعاقبة المعتقلين عن طريق حرمانهم من الماء بشكل كلي والذي استمر لأسبوع، وذلك حسبما أخبرها والدها.

وأضافت ابنة المعتقل: "أبوي حكالي إنهم قللوا وجبات الطعام، وصادروا بلاطة الطبخ منهم". والمقصود بـ "بلاطة الطبخ" الموقد الكهربائي الذي يستخدمه السجناء لطهي وجبة الغداء عادة.

منذ ١١ أكتوبر قطعت إسرائيل الكهرباء في سجونها المخصصة للفلسطينيين، ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن أحد مسؤولي إدارة السجون قوله: "الإرهابيون يستحقون ذلك"، وقال المسؤول الذي لم تكشف الصحيفة هويته، إنه لدى الإسرائيليين شكوك بأن سجناء فلسطينيين خططوا لهجوم ٧ أكتوبر من داخل السجن.

تقول الشابة إنها تتواصل والدها عن طريق "هاتف مهرّب" استطاع الأب أن يخفيه بشكل كامل عن أعين الحراس الإسرائيليين.

يعتمد السجناء على الهواتف المهربة بشكل كبير للتواصل مع عائلاتهم، خاصة بعد أن منعت إدارة السجون الإسرائيلية الزيارات بشكل كامل منذ ٧ أكتوبر الجاري.

شاب فلسطيني آخر يتواصل بذات الطريقة مع أخيه داخل السجن، ويشرح هذا الشاب الذي رفض أيضا كشف هويته حفاظا على سلامته وسلامة أخيه، أنه قطع جزءا من الإسفنج الموجود داخل الفراش الذي ينام عليه، ووضع الهاتف القديم داخله بعد حفرها من الداخل.

الخطوة التالية، وضع الاسفنجة في مكان الاستحمام، حتى نهاية التفتيش يوم ٧ أكتوبر وانتهى بمصادرة التلفاز والراديو والأغطية التي يلتحفون بها عند المساء.

لكن الهاتف نجا من المصادرة وظل وسيلة للتواصل مع أهله خارج السجن، حتى كتابة هذا التقرير.

تقول الشابة التي تتواصل مع والدها كل يومين، إن والدها أخبرها أن إدارة السجون حرمت المعتقلين من "الفورة".

والفورة هي ساعة في اليوم غالبا ما تكون عصرا، يخرجون فيها إلى ساحة السجن بعد البقاء لمدة ٢٣ ساعة في غرفهم التي غالبا ما تكون "مليئة بالرطوبة صيفا وشتاء، وتكون حارة جدا في الصيف، وباردة جدا في الشتاء" حسب ما تخبر الشابة بلينكس.

"فسحة" أخرى كان السجناء يعتبرونها فرصة لرؤية الشمس وحولتها إدارة السجن إلى جحيم، وهي "العدد".

وهو نشاط روتيني يتم في تمام الساعة السادسة صباحا كل يوم، حيث يفتح الحارس الإسرائيلي باب كل زنانة، وينادي: "عدد.. عدد".

من هذه الكلمة يفهم المعتقلون أنه يجب عليهم الوقوف في الفناء الخارجي مرتبين حسب "أرقامهم" التي أسماهم بها السجن الذي يقبعون فيه، وهو نشاط يتأكد من خلاله حراس السجن أن جميعهم موجود في الزنازين.

قبل السابع من أكتوبر كان "العدد" بمثابة فسحة إضافية في الفناء الخارجي، لكن بعد الحرب، تقول الشابة إن والدها أخبرها مدى صعوبة "العدد" لأنها تحولت إلى فقرة للاعتداءات الجسدية والضرب.

واعتقلت إسرائيل نحو ١٠٠٠ فلسطيني من الضفة الغربية منذ ٧ أكتوبر، ومنعت زيارات الصليب الأحمر للمعتقلين الفلسطينيين، والتي كانت تحدث بشكل أسبوعي عادة، حسب وكالة وفا الفلسطينية.