تريند تعذيب الأسرى الفلسطينيين برعاية "Meni Mamtera"

في مقطع فيديو متداول على نحو واسع في إسرائيل، ظهر مجموعة من الأسرى الفلسطينيين ممددين على الأرض مكبلي الأيدي والأرجل ومغمضي الأعين تحت الشمس الحارقة، يتوسطهم جهاز مكبر صوت يبث أغنية "ماني ممطرة" بشكل متكرر.

تلك الأغنية هي أغنية للأطفال للمغني الإسرائيلي ماني زوكرل، وهي مأخوذة عن أغنية "بيبي شارك" في أسلوبها وتكرار كلماتها.

محققو جهاز الشاباك الأمني الإسرائيلي يقولون إن تشغيل تلك الأغنية كان أمراً متعمداً بالفعل لسببين، الأول هو منع التواصل بين الأسرى، والثاني تعذيبهم نفسياً وإبقائهم تحت ضغط عصبي دون أي راحة أو هدوء لإجبارهم على الاعتراف.

فيديو تعذيب الأسرى بأغنية ماني ممطرة لاقى ترحاباً كبيراً بين الجمهور الإسرائيلي، فسرعان ما تحول لتريند على موقع تيك توك في مقاطع يظهر فيها إسرائيليون أنفسهم وهم يتظاهرون بكونهم أسرى فلسطينيين مجبرين على سماع تلك الأغنية.

الصحفي والسياسي يعنون ميجال، مثلاً، ظهر في مقطع ضاحكاً وهو يقود سيارته ويقوم بتشغيل تلك الأغنية بينما تظاهر أولاده في المقعد الخلفي بأنهم أسرى مكبلي الأيدي.

المغني نفسه ظهر في أحد المقاطع يوم الاثنين وهو يردد أغنيته تلك أمام حشد من الجنود المتأهبين لاقتحام غزة والذين علت وجوههم الابتسامات والضحكات وحملوه على الأعناق بينما قام بالاستهزاء بحماس وغزة.

الأمر وصل لمحطة التلفزيون الإسرائيلي الأكثر مشاهدة على الإطلاق، المحطة 12، حيث ظهر مذيعوها وهم يضحكون أثناء تشغيلهم مقطع إذلال الأسرى بشكل مهين على ألحان أغنية "ماني ممطرة" في الخلفية.

المذيعان رأيا ذلك المقطع كشيء يستحق الاحتفاء، واستضافا المغني صاحب تلك الأغنية للسخرية مما يحدث في غزة.

بعد انتشار مقطع تعذيب الأسرى الفلسطينيين على ألحان أغنية "ماني ممطرة"، يبدو أن المزيد من الجنود تشجعوا لتحويل الأمر لتحدي تيك توك.

فأحد الجنود اعتقل ثلاثة فلسطينيين وصورهم في المقعد الخلفي للمركبة وهم مقيدون، بينما أخذ بالرقص والضحك على أنغام تلك الأغنية.

وجندي آخر، قام بتصوير شاب فلسطيني في الضفة الغربية وهو ممد على الأرض معصوب الأعين مكبل اليدين وعليه علم إسرائيل، بينما تم تشغيل أغنية ماني ممطرة في الخلفية.

وفي مقطع آخر، ظهرت حافلة كاملة محملة بأسرى فلسطينيين معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي، وفي أحد المقاعد مكبر صوت كبير لتشغيل أغاني عبرية.

وفي حادثة أخرى، ظهر شاب فلسطيني معصوب العينين ومكبل اليدين في غرفة استجواب وهو مجبر على رفع علم إسرائيل بين يديه، وأغنية ماني ممطرة في الخلفية مجدداً.

نشر حساب على تيكتوك باسم AmitHarush مقطعاً مصوراً لجندي إسرائيل في سيارة، ويظهر في المقعد الخلفي رجلان فلسطينيان مكبلا الأيدي ومعصوبا الأعين.

الجندي ظهر مبتسماً وفخوراً بما فعل، بينما ردد كلمات النشيد الوطني الإسرائيلي الذي صدح صوته من مذياع السيارة. ويبدو إلى جانبه مجندة أخرى لم تظهر في الصورة.

حصد الفيديو ما يقارب 150 ألف لايك و10 آلاف مشاركة على موقع تيك توك، لكن قرر تيك توك إزالته.

أما التريند الآخر، فهو إجبار الفلسطينيين الأسرى على القول "فلتحيا إسرائيل للأبد" تحت الضرب والتهديد، ففي أحد المقاطع، ظهرت مجموعة من الجنود وهم حول شاب فلسطيني معصوب العينين مكبل اليدين وفوق ظهره تم تعليق علم لإسرائيل، وأجبر الجنود ذلك الشاب على القول "فلتحيا إسرائيل للأبد".

وظهر مقطع آخر مشابه لفلسطيني من الضفة الغربية مكبل ومعصوب العينين بينما يلقنه جندي إسرائيلي أن يقول "فلتحيا إسرائيل للأبد".

وفي مقطع قاسٍ، ظهر مجموعة من الجنود وهم يضربون رجلان فلسطينيان بدى على وجهيهما الخوف والاضطراب، وقام الجنود بإجبارهم على رفع العلم الإسرائيلي والتلويح به بينما رقص الجنود وضحكوا على المنظر.

"الأسرى يتعرضون للتعذيب والضرب المبرح منذ ٧ أكتوبر أثناء عمليات اعتقالهم واستجوابهم"، بحسب صحيفة هآرتس العبرية.

ووثقت الصحيفة عدة شهادات لفلسطينيين من القدس على وجه التحديد قالت إنهم تعرضوا للضرب والمعاملة غير الآدمية والتعذيب بعد اعتقالهم وأثناء احتجازهم في السجون الإسرائيلية.