كرة ثلج تتدحرج.. ماذا لو اتسعت رقعة حرب غزة؟

يبدأ السيناريو الكارثي الذي يطرحه أورين في مقاله المنشور حديثا على موقع فورورد بالاجتياح البري الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن.. لا في بداياته وإنما بعد مضي الوقت، واستنزاف الذخيرة الإسرائيلية وانهاك قواتها.

في تلك اللحظة تُصبح إسرائيل من وجهة نظره طريدة سهلة أمام جماعة حزب الله المدعومة من إيران، والتي تمتلك ترسانة صواريخ أكبر وأكثر كفاءة من حماس، قادرة على إمطار إسرائيل بضربات تُربك أنظمتها الدفاعية.

أمام ذلك الهجوم ستضطلع الولايات المتحدة بدور في المشهد، إلا أنه سيكون دفاعي فقط، لا يمنع ذلك تعرض قواعد واشنطن العسكرية في مناطق أخرى للاستهداف ردا على التدخل الأميركي.

يرى السفير الإسرائيلي السابق أن سقوط ضحايا من الصفوف الأميركية كفيل أن يدفع واشنطن لرد فعل واسع تجاه كلا من حزب الله وحليفته إيران، ما قد يضع البلدين في حالة حرب.

نفس الفرصة التي توفرت لحزب الله في بداية سيناريو أورين تعود لتتمثل أمام كل من روسيا والصين، إذ قد تجد الأولى في الانشغال الأميركي في الشرق الأوسط فرصة مناسبة لتوسيع العمليات في أوكرانيا، بينما تبدأ الصين أخيرا حربها ضد تايوان.

يطرح الرؤية ذاتها تحليل نشره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو أحد المراكز البحثية الأوروبية، لكن في رواية المجلس الأوروبي لاحتمالات تصاعد العنف، تهب إيران لدعم حزب الله لا العكس، الذي يُرجح أن يواجه ردود أفعال عنيفة على تدخلاته في شمال إسرائيل، ما يدفع الأخيرة للرد مدعومة بالولايات المتحدة.

حزب الله قد يحتاج للمساعدة في هذه الحالة، خاصة وأنه يواجه تحديات سياسية واقتصادية بالفعل في لبنان.

مرة أخرى، لن تدافع إيران عن حلفائها في الشرق بنفسها، ولكن من خلال مجموعة من الحلفاء الآخرين في العراق وسوريا، الأمر الذي يهدد أمن القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.

بعض من ملامح هذا السيناريو تتحقق بالفعل على نطاقات محدودة فخلال الأيام الماضية تعرضت قواعد أميركية للاستهداف لنحو 30 مرة، من قبل مسيرات في كل من سوريا والعراق، ما أسفر عن عشرات الإصابات في صفوف الجنود، فيما أُسقطت بعض المسيرات الأخرى.

من وجهة نظر دبلوماسيين، ينعم فلاديمير بوتين الآن بمزايا حرب لم يبدأها قط، إذ يعول الكرملين على تراخي الموقف الذي تتخذه الولايات المتحدة والدول الغربية الداعم لأوكرانيا في الشرق الأوروبي.

يصف بعض الدبلوماسيين بحسب صحفية لوموند الفرنسية الحرب في قطاع غزة وكأنها هدية من السماء هبطت على الكرملين.

فمن جهة تُعقد المقارنات ما بين موقف الغرب من كلا من إسرائيل وروسيا، خاصة فيما يتعلق باستهداف روسيا للبنى التحتية للطاقة في أوكرانيا مقابل قطع إسرائيل للكهرباء في قطاع غزة، كما يشار أيضا للتعامل المتمايز فيما يخص جرائم الحرب المحتملة.

من جهة أخرى تنظر روسيا إلى إمدادات الأسلحة التي كان من شأنها أن تتدفق على أوكرانيا، الآن تطمح روسيا أن يؤثر صراع الشرق الأوسط على تلك الإمدادات.

وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، صرح الدبلوماسي الروسي كونستانتين جافريلوف لصحيفة موالية للكرملين أنه يعتقد أن الحرب في الشرق الأوسط ستؤثر "بشكل مباشر" على مسار العملية العسكرية الخاصة في أوكرنيا.

يضيف: "سوف يتشتت رعاة أوكرانيا بسبب الصراع في إسرائيل. وهذا لا يعني أن الغرب سوف يتخلى عن الأوكرانيين. لكن حجم المساعدات العسكرية سوف ينخفض، وقد يتحول مسار العملية بشكل حاد لصالح روسيا".

في تايوان، الأمور ليست على خير ما يرام أيضا، إذ تنظر الجزيرة بقلق تجاه بر الصين، الذي ينشر على أراضيه صواريخ يتراوح مداها بين 150 و300 كيلو متر، أي أنها تستطيع الوصول إلى الساحل الغربي لتايوان.

في الوقت ذاته يشير موقع موقع آسيا تايمز إلى أسلحة أميركية كان من المفترض تسليمها لتايوان ولكن تأخرت إلى أجل غير معلن، وتبلغ قيمتها حوالي 18 مليار دولار أميركي.

بينما تتزايد حدة التوتر في المنطقة إثر اتهام الصين الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني الأسبوع الماضي بـ"دفع الجزيرة نحو الحرب"، وذلك بعد أن تم تداول تقارير بشأن شراء تايوان لمسيرات عسكرية.

في هذا السياق يقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان، إن بلاده ستعزز تدريباتها العسكرية و"استعداداتها للحرب".