مطار بيروت يدفع ثمن توتر الحدود.. ما قصة الطوارئ والإخلاء؟

حالياً، يبدو العمل مستمرا وقائما في مطار بيروت، "بلينكس" زارت مُحيطه واطلعت على مداخله، فالحركة عادية والمسافرون ينشطون.

إذاً، لا إخلاء للمطار في الوقت الراهن. يقول أحد المسافرين لـ"بلينكس" أثناء انتظاره في قاعة المغادرين: "لم يبلغنا أحد بأن أبواب المطار ستُقفل، ها نحن هنا والأمور طبيعية وكل ما يُقال عكس ذلك غير صحيح".

رئيس مطار رفيق الحريري الدولي المهندس فادي الحسن يقول لـ"بلينكس" إنَّ كل مطار في العالم لديه خطة طوارئ تتضمن خطة إخلاء في حال تعرض المطار لأي مخاطر فحسب، مضيفا: "بالتالي فإنَّ خطة الإخلاء التي تمّ تعميمها من قبلنا تعتبر إجراءً احترازياً فقط".

يوضح الحسن أنه في حال تعرض المطار للقصف، فإن الإدارة وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية والرسمية الأخرى، سوف تعمل معاً على تأمين سير العمل وفق الإمكانيات التي قد تكون متاحة في حينه.

في حديثه، لم يكشف الحسن أي تفاصيل عن الخطة الاحترازية لذلك باعتبارها سرية لا يمكن الحديث عن تفاصيلها علناً.

يؤكد الحسن أن خطوة نقل الطائرات من مطار بيروت إلى مطارات أخرى مُرتبطة حصراً بالتأمين.

وتوضيحاً، فإن شركات التأمين العالمية خفضت التغطية على طائرات شركة "طيران الشرق الأوسط" كون لبنان أمام احتمالية نشوب حرب.

لهذا السبب، سحبت الشركة الوطنية جزءاً كبيراً من طائراتها باتجاه دول أخرى للحفاظ عليها من أي قصفٍ إسرائيلي قد يطالها، كما خفضت عدد رحلات الطيران عبر طائراتها بنسبة 80%.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإن أسطول "طيران الشرق الأوسط يتألف من 24 طائرة؛ من بينها 11 مستأجرة و13 مملوكة للدولة اللبنانية". وحالياً، نقلت معظم الطائرات إلى قبرص وتركيا، فيما جرى توزيع أخرى على مطارات عمان والدوحة وباريس والكويت ولارنكا.

وبشكلٍ دوري خلال الأيام الماضية، تصدر شركة طيران الشرق الأوساط على مواقعها الإلكتروني بياناتٍ بشأن حركة الطيران من أجل إطلاع المسافرين عليها.

يقول أحد الموظفين داخل المطار لـ"بلينكس" فضّل عدم الكشف عن اسمه، إنّ الوضع ليس عادياً باعتبار أن الحركة تراجعت كثيراً.

ويُضيف: "في هذا الوقت الذي يُعد بداية لموسم الأعياد، كنا نرى أعداداً كبيرة من الوافدين، أما الآن فالأمور متراجعة بسبب المخاوف من اندلاع حرب".

من جهتها، تقول مُضيفة أرضية داخل مطار بيروت لـ"بلينكس" اشترطت عدم كشف هويتها إنّ "الحركة لم تعد كالسابق"، وأضافت: "هناك مخاوف داخل المطار، ونأمل ألا يتعرض لأي ضربة إسرائيلية، فهذا المكان مرفق حيوي، وأي خروج للمطار عن الخدمة سيعني انقطاع تواصل لبنان مع العالم".

يشير تقرير لصحيفة النهار اللبنانية إلى أنه في العام 1968، دمرت إسرائيل 13 طائرة ركاب في مطار بيروت، معظم ملكيتها كانت لشركة طيران الشرق الأوسط والبعض الآخر لشركات دولية.

كذلك، يقول تقرير آخر لموقع قناة mtv اللبنانية إنه في العام 1976، قصفت إسرائيل المطار أيضاً وضربت حركة الملاحة فيه، وقد تكرر الأمر نفسه عام 1982 خلال الإجتياح الإسرائيلي للبنان آنذاك.

وفي العام 2006، تعرضت مدارج المطار وخزانات الوقود لضربات إسرائيلية، وذلك إبان حرب اندلعت آنذاك بين لبنان و"حزب الله".