20 ألف جندي دخلوا غزة خلسة.. سر "الغموض الإسرائيلي"

رغم عدم تسمية الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في غزة بالغزو، فإن فرقتين مدرعات ومشاة إسرائيلية تضمان ما لا يقل عن ٢٠ ألف جندي دخلتا قطاع غزة منذ إعلان توسيع العمليات البرية يوم الجمعة، بحسب مصدرين مسؤولين إسرائيليين لموقع أكسيوس.

إضافة إلى ذلك، يستخدم الجيش الإسرائيلي أيضا مصادر استخباراتية على الأرض لمحاولة تحديد مكان الرهائن وتحريرهم.

ورغم عدم توضيح إسرائيل محاور تقدمها يوم الجمعة، فإن تحليلا كشف عن دخول الجيش الإسرائيلي إلى القطاع من ٣ اتجاهات، اثنين منهما جهة الشمال والشمال الغربي، وجهة ثالثة من وسط قطاع غزة بحسب نيويورك تايمز.

قبل أيام قليلة توعد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن غزة "ستصبح مقبرة" للإسرائيليين حال دخولهم لغزة بريا بحسب ما نقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، ليكون تصريحه ضمن تصريحات عدة تتوعد فيها طهران لإسرائيل حال الإقدام على هذه الخطوة.

لهذا السبب، ربما لا تسمي إسرائيل ما تقوم به في قطاع غزة بالغزو البري، بحسب ما يرى جيمس جيفري، المبعوث الأميركي السابق للتحالف العالمي لهزيمة داعش، أن هذه الاستراتيجية "تشكل مشكلة لإيران".

ويضيف جيفري في حديثه لموقع VOX، أن عدم وصف العملية في غزة بأنها غزو صريح، يمكن لإسرائيل "ظاهريا" أن تجعل إيران تخمن ما إذا كان هناك شيء أكبر، وأن "الغزو الحقيقي"، لم يأت بعد.

"يفعلون ذلك خلسة".. هو الوصف الذي وصفه جيفري لما يقوم به الجيش الإسرائيلي بريا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن ذلك يجعل من الصعب على إيران وضع الأمر في نصابها، علاوة على أن قطع الاتصالات الذي سيعقد حسابات إيران لكي تقول إن هذه اللحظة المناسبة للتدخل.

التحرك السري لإسرائيل في قطاع غزة بدأ، الجمعة، من خلال قطع الاتصالات ثم بعد وقت قصير قصفت المقاتلات الإسرائيليين مدينة غزة بوابل هائل من الصواريخ، بهدف دفع مقاتلي حماس إلى شبكة الأنفاق الخاصة بهم.

بعدها تبدأ عملية الدخول البري عبر كتيبة ضخمة من الدبابات والمركبات المدرعة والجرافات والمشاة والمهندسين القتاليين شمال غزة، دون رؤيتها أو الإبلاغ عنها، ودخل رتل آخر إلى وسط غزة، مقترباً من مدينة غزة من الجنوب، بحسب نيويورك تايمز.

تهدف هذه السرية، بحسب الصحيفة الأميركية، إلى إبقاء حماس غير متأكدة بشأن خطوات إسرائيل التالية، إضافة إلى السماح للجنود الإسرائيليين بمواصلة الحصار على مدينة غزة، حيث قامت حماس بحفر شبكة من الأنفاق والتحصينات تحت الأرض.

لكن الجانب الأهم هو أن هذا الغموض يمنح إسرائيل فرصة لتقييم خطط حزب الله حيث يخشى المسؤولون الإسرائيليون أن الجماعة المتمركزة في جنوب لبنان ربما تفكر في شن هجوم أكثر قوة من جانبها.