الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية.. ماذا نعرف عن "الكراهية باسم الدين"؟

في الولايات المتحدة قالت رابطة مكافحة التشهير إن بياناتها الأولية أظهرت ارتفاعا بنسبة 388٪ في حوادث معاداة السامية بداية من السابع من أكتوبر الماضي، عندما نفذت حماس هجمتها المباغتة على إسرائيل.

إذ أُبلغ عن مئات حوادث تتنوع ما بين "المضايقات والتخريب، الاعتداء"، وفقا لوكالة رويترز ارتبطت ١٩٠ حالة من تلك بالحرب بشكل مباشر.

ولكن في الوقت ذاته، أكد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) إنه تلقى 774 شكوى بشأن حوادث مدفوعة بالإسلاموفوبيا والتحيز ضد الفلسطينيين والعرب منذ بدء الحرب في غزة. ما يعد أكبر معدل من لمثل تلك الحوادث منذ العام ٢٠١٥.

في خضم تلك الحالة من عدم الاستقرار، أعلن البيت الأبيض عن إطلاق استراتيجية وطنية جديدة لمحاربة الإسلاموفوبيا، بينما تعهدت رئيس وزراء فرنسا على الجهة الأخرى أن تشن حربا ضد معاداة السامية، بعد تزايد الحوادث المرتبطة بالظاهرة في بلادها.

تعني الإسلاموفوبيا الخوف والتحيز والكراهية ضد المسلمين التي تؤدي للاستفزاز والعداء عن طريق التهديدات والمضايقات والتحريض والترهيب للمسلمين وغير المسلمين سواء على الإنترنت أو في العالم الخارجي، وذلك وفقا لتعريف الأمم المتحدة.

وبالرغم من أن بعض التوجهات السلبية ضد الإسلام يمكن تتبعها للقرون الأولى من ظهور الديانة على يد المؤسسات الدينية والسياسية التي تضررت من انتشار الإسلام كالدولة البيزنطية، بحسب الموسوعة البريطانية، إلا أن المصطلح حديث النشأة حيث ظهر في الأدبيات الفرنسية خلال القرن الـ ٢٠ وانتقل لاحقا للإنكليزية.

في أعقاب هجمات الـ ١١ من سبتمبر اتسعت دائرة الإسلاموفوبيا، وعمدت بعض الدول والهيئات الدولية للاستجابة للتهديدات الأمنية عن طريق تصدير إجراءات تستهدف المسلمين وتصنفهم كمصادر عالية للخطر.

وإلى اليوم في الدول التي يعتبر المسلمون فيها أقلية، غالبا ما يتعرضون للتميز فيما يخص الوصول للسلع والخدمات وكذلك الحصول على عمل أو فرصة للتعليم.

أعدت جامعة إدنبرة قائمة ببعض نماذج الإسلاموفوبيا في الحياة العامة وجاء من بينها:

- التسبب أو الدعوة أو المساعدة أو تبرير قتل أو إيذاء المسلمين أو من يعتقد أنهم مسلمون بسبب هويتهم الدينية.

- اتهام المسلمين بالتآمر لإيذاء الإنسانية وطريقة الحياة الغربية.

- تجسيد المسلمين على أنهم أشخاص مختلفون أو متخلفون.

- اتهام المسلمين كمجموعة بالمسؤولية عن أفعال خاطئة يرتكبها شخص مسلم أو أمة مسلمة واحدة.

- أعمال العدوان التي يتم من خلالها اختيار الأهداف، سواء كانوا أشخاصا أو ممتلكات لأنهم مسلمون أو مرتبطون بالمسلمين.

- تجريد المسلمين من إنسانيتهم أو شيطنتهم أو استبعادهم، عبر الادعاء بأن المسلمين أشرار أو عنيفون بشكل جماعي، على سبيل المثال.

تُعرف معاداة السامية بأنها عداء أو تمييز ضد اليهود سواء كمجموعة دينية أو عرقية، وفقا للموسوعة البريطانية التي تشير إلى أن المصطلح ظهر لأول مرة في ألمانيا في العالم ١٨٧٩.

لفظة "سامية" تطلق على الشعوب التي تستخدم اللغات السامية بشكل عام، وهي مجموعة من اللغات استخدمت في غرب آسيا وإفريقا ومن ثم ينطبق التعريف على العرب والأكاديين والعبرانيين وبعض الإثيوبيين.

لكن ظاهرة التمييز ضد اليهود ذاتها تعود جذورها للقرون الميلادية الأولى، بناء على الاختلافات العقائدية ما بين المسيحيين واليهود في تلك الفترة، فعندما أصبحت المسيحية هي الديانة ذات النفوذ الطاغي في الإمبراطورية الرومانية بدأت بعض القوانين المقيدة لليهود تظهر ما دفعهم للعيش على هامش المجتمع الأوروبي.

في العصر الحديث، تجلت أزمة التمييز ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية إذ صنفت ألمانيا النازية اليهود كجنس أدنى يتعين عليها تطهيره والقضاء عليه، وفي ذلك الحين انتهجت الحكومة سياسات معادية للنازية بشكل رسمي ودُرست في المدارس وشُرحت في المحافل العلمية.

وخلال سنوات الحرب قُتل ملايين من اليهود.

يستند موقع وزارة الخارجية الأميركية إلى دليل أعده التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، لتحديد بعض النماذج التي تمثل أفعال "معادية للسامية" ومن بين تلك الأفعال:

- الدعوة أو المساعدة أو تبرير قتل أو إيذاء اليهود باسم أيديولوجية متطرفة أو وجهة نظر متطرفة للدين.

- تقديم إدعاءات نمطية أو كاذبة حول اليهود، كالأساطير المتعلقة بـ "مؤامرة يهودية عالمية" أو "سيطرة اليهود على وسائل الإعلام أو الحكومة".

- انكار الهولوكوست.

- اتهام اليهود كشعب أو إسرائيل كدولة باختلاق الهولوكوست أو المبالغة فيها.

- إجراء مقارنات بين السياسة الإسرائيلية المعاصرة وسياسة النازيين.

- تحميل اليهود مسؤولية جماعية عن تصرفات دولة إسرائيل.