استطلاع رأي يكشف توجهات سكان غزة قبل يوم من الحرب

انتهت شبكة البارومتر العربي من جمع معطيات عن مشاركين في دراسة لمواقف سكان غزة تجاه حماس في 6 أكتوبر، أي يوما قبل شن هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل.

وأظهرت النتائج أن الغالبية العظمى من سكان غزة أصيبوا بالإحباط في الفترة الأخيرة بسبب الحكم غير الفعال للحركة ولاسيما في الوقت الذي يعاني فيه السكان من صعوبات اقتصادية شديدة.

ويفيد الاستطلاع الذي أجري بالشراكة مع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية وبدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية أن غالبية سكان غزة يعارضون أيديولوجية حماس التي تهدف إلى تدمير دولة إسرائيل ويفضلون حل الدولتين مع وجود فلسطين المستقلة وإسرائيل جنبًا إلى جنب.

طرح الاستطلاع مجموعة من الأسئلة المتعددة الخيارات ومن بينها مدى ثقة سكان غزة بحركة حماس.

وفي هذا الشأن، عبر غالبية المشاركين في الاستطلاع عن عدم ثقتهم، حيث اختار 44% أنهم "لا يثقون على الإطلاق" في حركة حماس و23% على أنه "ليس هناك الكثير من الثقة".

في المقابل، أعرب 29% فقط من سكان غزة عن ثقتهم "بقدر كبير" أو "كثير جدًا" في حكومتهم.

وسط انعدام الثقة، يعاني سكان قطاع غزة كذلك من فقر مدقع حيث يصل معدل البطالة إلى 53٪، حسب البنك الدولي، أي أن واحدا من اثنين يعيش تحت الفقر.

ويشير الاستطلاع إلى أن سكان غزة يعانون لتأمين الضروريات الأساسية بسبب ندرتها وتكلفتها، ويجد 78% صعوبة في توفير غذائهم اليومي مما جعل سكان القطاع يغيرون من عاداتهم لمحاولة تغطية نفقاتهم، حيث قال 75٪ إنهم بدأوا في شراء أغذية أقل تكلفة، في الوقت الذي قلص فيه 69٪ حجم وجباتهم.

وبالرجوع 9 سنوات إلى الوراء، يفيد استطلاع 2014 أن سكان غزة كانوا يتطلعون إلى إسرائيل من أجل كسب عيشهم، حيث قال 82٪ من المشاركين إنهم "يودون رؤية إسرائيل تسمح لعدد أكبر من الفلسطينيين بالعمل في إسرائيل"، ويعتبر دايفيد بولوك، زميل أقدم في معهد واشنطن، أن هذا النوع من السلوك يمكن اعتباره كخطوة أولية لاتفاقية السلام مع إسرائيل.

وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية تسمح لـ 17 ألف من سكان غزة بالعمل في إسرائيل من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وفقا لصحيفة هآرتس.

يشير تقرير الاستطلاع الذي نشرته مجلة فورين أفيرز إلى أن سكان غزة كانوا أكثر ميلا لإلقاء اللوم في مأزقهم المادي على قيادة حماس بدلاً من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل. ولكن هذا التصور قد يتغير مع قطع إسرائيل إمدادات المياه والغذاء والوقود والكهرباء عن غزة في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.

وأظهر الاستطلاع الأخير تماشيا مع الاستطلاعات السابقة أن حملات القمع الإسرائيلية في غزة غالبا ما تؤدي إلى زيادة الدعم والتعاطف مع حماس بين سكان غزة.

وعلى غرار الاستطلاعات السابقة، عبر سكان القطاع على تفضيلهم لإدارة السلطة الفلسطينية عوض حماس، حيث قال 70% من المشاركين في الاستطلاع أنهم يفضلون إرسال "مسؤولين وضباط أمن إلى غزة لتولي الإدارة هناك".

ومن بين القادة الفلسطينيين المفضلين لدى سكان القطاع هو مروان البرغوثي إذ حصل على الحصة الأكبر من التأييد بنسبة 32% مقارنة مع 12% التي حصل عليها محمود عباس.