مع توتر الجنوب.. ارتفاع وتيرة مضايقات "حزب الله" للصحافيين

في مدينة صور القريبة من المناطق الحدودية الجنوبية، تنتشر عناصر تقول إنها تابعة لـ"حزب الله".

أحد الصحافيين ويُدعى "م." تعرّض لمساءلة أمنيّة من قبل شخص عرّف نفسه على أنه في الحزب من دون الكشف عن هويّته.

يقول الصحافي "م." لبلينكس إنَّ الخطر كبير بسبب تلك المضايقات، مشيراً إلى أن تلك العناصر تتدخل في عمل الصحافيين بحُجة أنّ هناك جواسيس لصالح إسرائيل ينتشرون في الجنوب خلال الأحداث القائمة هناك، وبالتالي يجب أخذ الحيطة والحذر.

يقول الصحافي إن "المُفارقة في الأمر هي أنّ تلك العناصر الحزبية، ورغم أنها لا تكشف عن هويتها، تطلب من الصحافيين إبراز أوراقهم الثبوتية أمامها".

"المسألة هذه ليست عادية كون المُخوّل بطلب تلك الأوراق هو القوى الأمنيّة الشرعية"، بحسب ما يقول مصدر أمني لبلينكس فضّل عدم الكشف عن هويّته.

المسألة هذه رواها صحافيّون حاولوا التجوّل في أكثر من منطقة جنوبية لاستطلاع آراء السكان هناك، أو لجمع معلومات بهدف موضوع صحافي لا أكثر.

الصحافي "ي." يقول لبلينكس إنَّ التغطية في الجنوب تحمل الكثير من المخاطر، سواء في أوقات السلم أو الحرب، وبالتالي يجب أخذ الحيطة والحذر لأن "العيون التي تلاحقنا كثيرة".

ويضيف أن "النقطة الأكثر خطورة هي إطلاع تلك العناصر الحزبية على الأوراق الثبوتية يُمكن أن يساهم في تسريب بياناتها إلى جهاتٍ غير معروفة، وبالتالي الإضرار بالصحافيين أو منعهم لاحقاً من تأدية مهمتهم".

ما يجري مع الصحافيين لا يرتبط فقط بمساءلة أو بالإطلاع على أوراقٍ ثبوتية، بل تجاوز الأمر أكثر من ذلك.

الصحافيّ "ح." بدوره أوضح لبلينكس أن هناك مشكلة أساسية تحصل، وهي أنه حينما يوقف العنصر الحزبي الصحافي في مكانٍ عام، يتمّ الإتصال بعناصر أخرى تحضر إلى المكان فوراً، ويقول "في تلك اللحظة، يسود الخوف من إقتيادنا إلى جهةٍ مجهولة من قبل تلك العناصر أو نخشى أيضاً سلب الأجهزة الخاصة بنا مثل الهواتف المحمولة وغيرها".

إلى جانب كلّ تلك المُضايقات المذكورة، يبرز أمر آخر يشكل خطراً على أصحابه.

صحافي آخر يُدعى "م." كشف لبلينكس أنَّ بعض العناصر الحزبية تُبادر إلى تصوير السيارات التي يحضر بها الصحافيون، وهو أمر "يُعد خطيراً جداً" وفق قوله.

ويضيف "لوحة السيارة تعدّ مصدر بيانات خاصة بمالكها، فما الهدف من وراء تصويرها؟ هل هو الوصول إلى تلك البيانات وصاحبها لاحقاً؟".