"تجمعهم إسرائيل وتفرقهم أوكرانيا".. مساعدات كييف تنتظر "فيتو" بايدن

في أكتوبر الماضي وبعد يومين من زيارة بايدن لإسرائيل، طلب البيت الأبيض من الكونغرس ما مجموعه 106 مليارات دولار لتمويل خطط طموح لأوكرانيا وإسرائيل وأمن الحدود الأميركية.

14.3 مليار دولار من التمويل المطلوب هي نصيب إسرائيل في السنة المالية الأميركية القادمة، معظمها لدعم أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي ومشتريات الأسلحة الأخرى، في حين أن الحصة الأكبر من المقترح والتي تبلغ 61.4 مليار دولار إلى أوكرانيا، في حين أن تأمين الحدود خصص له 13.6 مليار دولار، بحسب رويترز.

مطلع الشهر الجاري، وافق مجلس النواب الأميركي على خطة تقديم مساعدات بقيمة 14.3 مليار دولار لإسرائيل وخفض تمويل دائرة الإيرادات الداخلية من جانب الجمهوريين، بأغلبية 226 صوتا جمهوريا مقابل 196 صوتا معظمهم، باستثناء اثنين من الديمقراطيين.

لكن هذه الموافقة موعودة برفض في الغرفة الثانية "مجلس الشيوخ" وحق نقض رئاسي من جانب بايدن نظرا لكونها تخفض ميزانية دائرة الإيرادات الداخلية وتستثني المساعدات لأوكرانيا، ما دفع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك تشومر للقول إنه لن يطرحه للتصويت، بحسب رويترز.

في أعقاب اندلاع الحرب في غزة، كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة لموقع "أكسيوس" إن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تخطط لإرسال عشرات الآلاف من قذائف المدفعية عيار 155 ملم إلى إسرائيل.

هذه الأسلحة التي كانت متجهة إلى أوكرانيا من مخزون الطوارئ الأميركي قبل عدة أشهر، جاءت وسط أحاديث من المسؤولين الأميركيين أن الأمر لن يكون له تأثير فوري على كييف التي تخوض حرباً منذ نحو عامين أمام روسيا.

ويتخوف الأوكرانيون من أن تصرف هذه الحرب انتباه العالم عن معركتهم مع روسيا، وهو ما بدى جلياً في زيارة الرئيس فولوديمير زلنسكي إلى اجتماع حلف الناتو، التي بدا فيها وكأنه، بحسب فاينانشيال تايمز، حذراً بشأن عدم الظهور كما لو كان ينافس على الاهتمام، فيما أظهر تعاطفا مع الإسرائيليين.

وليست أوكرانيا فقط هي من تشهد تراجعا، فالأزمة قد تمتد لجزيرة تايوان التي تسعى الصين لضمها، فالأسلحة القادمة من الولايات المتحدة وتبلغ قيمتها ١٨ مليار دولار ربما تتأخر عن تايوان التي يتوقع انخفاض مكانتها للمرتبة الثالثة بعد إسرائيل وأوكرانيا في قائمة عملاء الأسلحة الأميركية بحسب موقع آسيا تايمز.

منذ تأسيسها عام ١٩٤٨ وحتى الآن قدمت واشنطن لإسرائيل ما مجموعه ١٣٠ مليار دولار لحماية أمنها.

وفي عام ٢٠١٦ وقعت إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما مذكرة تفاهم مع إسرائيل هي الأكبر من نوعها لتتلقى مساعدات سنوية من الولايات المتحدة تبلغ قيمتها ٣.٨ مليار دولار أميركي وفقا لخطة مدتها ١٠ سنوات بين ٢٠١٩ و ٢٠٢٨.

وبوجه عام تركز مساعدات واشنطن على معالجة التهديدات الأمنية الجديدة والمعقدة، وسد الفجوات في قدرات إسرائيل من خلال المساعدة الأمنية والتعاون، وزيادة قابلية التشغيل البيني من خلال التدريبات المشتركة، ومساعدة إسرائيل في الحفاظ على قدراتها النوعية، بحسب موقع وزارة الخارجية الأميركية.

وتعد إسرائيل أكبر متلق للتمويل العسكري الأجنبي الأميركي، والذي يمثل حوالي 15% من ميزانية الدفاع لها في السنوات الأخيرة، فيما تعتمد واردات إسرائيل من السلاح بشكل رئيسي على الولايات المتحدة حيث ٨٠٪ بين عامي 1950 و2020، بحسب موقع أكسيوس الأميركي.