شهر على حرب غزة.. بارقة الأمل مفقودة وبرميل البارود جاهز

تجاوب على هذا التساؤل إيران، حليفة حماس وحزب الله في لبنان، التي حذرت من أن الوضع في الشرق الأوسط الذي تحول إلى "برميل بارود" قد يصبح "خارجا عن السيطرة"، وفق تعبير وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي أضاف أن المجموعات الموالية لإيران قد لا يبقون "صامتين إزاء الجرائم" في قطاع غزة.

إلا أن تحذيرات إيران لم تروق تماما للولايات المتحدة، حيث رد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بالقول إن أعضاء شبكة التهديد الإيرانية يصعدون هجماتهم على نحو قد يدفع المنطقة إلى الحرب.

في سياق المخاوف المتعلقة بتمدد الحرب نشرت إسرائيل تعزيزات على حدودها الشمالية تحسبا لدخول حزب الله المدعوم من إيران الحرب على نطاق أوسع، علما أن الحزب يتبادل يوميا إطلاق النار مع إسرائيل من جنوب لبنان منذ بدء الحرب.

الولايات المتحدة هي الأخرى تعد العدة، إذ عززت وجودها العسكري في المنطقة وأرسلت مستشارين عسكريين إلى إسرائيل، كما أمر الرئيس جو بايدن السفن الحربية الأميركية بالاقتراب من سواحل إسرائيل.

وقال الباحث الإسرائيلي آفي ميلاميد، لوكالة فرانس برس إن حزب الله قادر على إشعال المنطقة، مشيرا إلى أنه لديه قدرة عسكرية أكبر بعشر مرات من قدرة حماس ويمكنه إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب الجمعة الماضية أن "كل الخيارات مطروحة" أمام توسع الجبهة اللبنانية إلى "حرب كاملة" مع إسرائيل، محملا الولايات المتحدة المسؤولية عن الحرب في غزة.

ولكن بعد هذا الخطاب، أكد المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر لشبكة "بي بي سي" أن "نزاعا إقليميا أوسع" تم "تفاديه" في هذه المرحلة.

مع ذلك تتوالى التهديدات، فقد توعد المتمردون الحوثيون في اليمن بتنفيذ ضربات نوعية بالصواريخ والطائرات المسيرة "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".

في الضفة الغربية المحتلة أيضا، تتصاعد المواجهات بين الفلسطينيين وجنود أو مستوطنين إسرائيليين وقد تسببت منذ بدء الحرب بمقتل أكثر من 120 فلسطينيا، وأكد الجيش الإسرائيلي استعداده لمواجهة انتفاضة في الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

بالنسبة للفلسطينيين، أصبح النزوح الجماعي والموت جزءا من الواقع اليومي، وقال عمر عاشور، وهو فلسطيني من غزة كان عمره 8 سنوات عام 1948: "أخشى أن يكون تدمير المنازل هدفه نكبة ثانية عبر تهجير الناس ضمن مخطط واضح حتى لا تجد الناس مكانًا تسكن فيه".

قبل 75 عاما، أجبرت "النكبة" 760 ألف فلسطيني على النزوح، بحسب الأمم المتحدة.

أما في إسرائيل فمنذ السابع من أكتوبر الماضي انهارت أسطورة "القلعة المنيعة" التي تشكلها إسرائيل، مع انهيار الجدار الفاصل مع قطاع غزة الذي اخترقه عناصر حماس وحل الخوف محل الجدار، وقالت الليفتنانت كولونيل في صفوف الاحتياط ساريت زيهافي، وهي أم لثلاثة أطفال، لوكالة فرانس برس: "لم أعد أنام".

وشرحت المقاتلة أنها تخشى أن يدخل عناصر حزب الله البلدات والكيبوتسات في شمال إسرائيل "لقتل وارتكاب مجزرة في حق السكان".

وحتى الآن لا يلوح في الأفق أي وقف محتمل لإطلاق النار.

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام في مواجهة حماس مؤكدا أن ذلك "لن يحدث"، حيث تعهد رئيس الوزراء بالقضاء على حركة حماس.

على الجهة الأخرى توعد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بأن تصبح غزة "مقبرة للعدو ومستنقعا لجنوده وقيادته السياسية والعسكرية".

والآن تدور معارك على الأرض في نقاط عدة داخل قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.

وقال أستاذ القانون في الجامعة العبرية في القدس كلود كلاين لوكالة فرانس برس: "احتمال التوصل إلى تسوية سلمية بعيد جدا. لا أرى أي بارقة أمل".

وقال الوزير الفلسطيني السابق والأستاذ في جامعة بير زيت غسان الخطيب: "التطرف تعزز لدى طرفي النزاع وأدى إلى التشكيك العميق بالحل السلمي".

وأضاف: "توقفت عن الإيمان بحل الدولتين قبل السابع من أكتوبر بفترة طويلة".