بايدن يواجه عناد حليفين

ظلّت إدارة بايدن، لمدّة 10 أيّام، تحثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على السماح بـ"توقف إنساني" بقصف غزة، وتأمل أن تحمل المساعدات العسكرية الأميركية البالغة 3.8 مليارات دولار سنويا تأثيرا كافيا على تكتيكات نتنياهو.

إلّا أنّ الطلب الأميركي لم يُنفّذ. ورفض نتنياهو مسعى بايدن لبذل جهود أكبر لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في مكالمة هاتفية الإثنين. ومضى قدما في ردّه على هجمات 7 أكتوبر، مستخدما قنابل ضخمة لتدمير شبكة أنفاق حماس، حتى لو أدت أيضا إلى انهيار أحياء بأكملها في غزة، وفق ما أوردت نيويورك تايمز.

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أكد، السبت من عمان أن الولايات المتحدة تدعم "هدنات إنسانية" في النزاع المستمر بين إسرائيل وحماس، لكنه عبر عن رفضه الدعوات إلى "وقف إطلاق النار" من جانب الدول العربية.

وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة الأميركية تكثّف ضغوطها على إسرائيل لتخفيف قصفها على قطاع غزة، وأرسلت عددا من كبار الدبلوماسيين للشرق الأوسط خلال الأيام الماضية، حتى من دون إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إن بايدن حثّ خلال اتصال هاتفي، الإثنين، مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على إعلان هدنة إنسانية.

وجاءت المحادثة بعد ساعات من وصول مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، إلى إسرائيل، في أعقاب زيارة بلينكن إلى المنطقة. وعاد أيضا مبعوث بايدن الخاص للشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، إلى إسرائيل، ساعيا للتفاوض على شروط وقف مؤقت لهجومها للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

في أوكرانيا، تلفظ زالوجني، الأسبوع الماضي بكلمة تجنبها المسؤولون الأميركيون بعناية طوال الجزء الأكبر من العام، وهي "الجمود".

ويخشى العديد من مساعدي بايدن، من أن صراحة الجنرال زالوجني ستجعل من الصعب إقناع الجمهوريين بالتصويت لصالح التمويل للحرب، وفق نيويورك تايمز، التي أشارت إلى أن تحدي بايدن المتمثل في حرب أوكرانيا مختلف تماما عن إسرائيل، ولكنه معقّد بنفس القدر.

زالوجني قال إن إنهاء الجمود على الأرض سيتطلب تقدما تكنولوجيا كبيرا في مجال الأسلحة.

وبخ زيلينسكي جنراله، نافيا وصول الحرب مع روسيا إلى "طريق مسدود"، وقال إن هناك حاجة لمزيد من العمل مع الحلفاء لتعزيز الدفاعات الجوية، حسب ما نقلت رويترز.

جاءت تصريحات زيلينسكي بعد أيّام من قول زالوجني، في مقال إن الصراع يتجه نحو مرحلة جديدة من القتال الاستنزافي، وهي مرحلة قد تسمح لموسكو بإعادة بناء قوتها العسكرية.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في أوكرانيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "اليوم، يمرّ الوقت والناس متعبين. لكن هذا ليس طريقا مسدودا... روسيا تسيطر على السماء. ونحن نهتم بأمور جيشنا".

في إسرائيل وأوكرانيا، يبدو تأثير بايدن على كيفية قيام حلفائه بقيادة تلك الحروب مقيدا أكثر بكثير مما كان متوقعا، نظرا لدوره المركزي كمورد للأسلحة والاستخبارات. "ولكن، لأن الولايات المتحدة مرتبطة بشدة بالصراعين، باعتبارها أقوى حليف لإسرائيل وأفضل أملا لأوكرانيا في البقاء دولة حرة ومستقلة، فإن إرث الرئيس مرتبط بكيفية تصرف تلك الدول، وكيف تنتهي الحروب فيها"، حسب نيويورك تايمز.

وقال النائب الأميركي سيث مولتون، وهو ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس وعضو سابق في مشاة البحرية خدم ٤ جولات في العراق: "هناك تاريخ طويل من إدراك الرؤساء الأميركيين أنهم لا يملكون قدرا كبيرا من النفوذ على إسرائيل كما كانوا يعتقدون".

واعتبر أن الأمر نفسه ينطبق على أوكرانيا "حيث إن هذه هي معركتهم أولا، حتى لو كانت لدينا مصالح كبيرة فيها بالنتيجة".

وحسب نيويورك تايمز فإن بايدن كان يسعى لعدم السماح للولايات المتحدة بالانجرار إلى قتال مباشر مع روسيا المسلحة نوويا، وأمضى أوّل عامين من رئاسته في محاولة الانسحاب من الشرق الأوسط والتركيز بشكل أكبر على منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وفي حين أنّ الأسلحة والاستخبارات الأميركية تعتبر عنصرا أساسيا في كلتا الحربين، فإنّ بايدن يعيش مع حقيقة مفادها أنّ القرارات العسكرية يجب أن تُتخذ في إسرائيل وأوكرانيا، وليس في الولايات المتحدة. وهذا غالبا ما يترك واشنطن في موقف غريب، حيث تكون قادرة على اقتراح تقنيات لانهيار شبكات الأنفاق الضخمة في غزة أو اختراق الخطوط الدفاعية الروسية، لكنها تنأى بنفسها عن القرارات وعواقبها، حسب تحليل نيويورك تايمز.