طرق إسرائيل الجديدة للقضاء على "مسلحي الضفة"

أكثر من ١٠ آلاف مواطن فلسطيني في غزة قتلهم طيران الجيش الإسرائيلي منذ ٧ أكتوبر هم محط نظر العالم والإعلام، لكن في منطقة فلسطينية أخرى، يقول البعض إن منصات إعلامية انشغلت عن التطورات التي تحصل في الضفة الغربية، رغم أن ما يفعله الجيش الإسرائيلي "خطير على الساحة العسكرية".

العمل على تصفية القيادات الشابة للكتائب المسلحة التي شكلت جبهة موازية في الضفة ضد الجيش الإسرائيلي، هو هدف إسرائيل حسبما قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل في أحد المسيرات التي تم تنظيمها في مخيم جنين تحت عنوان "نصرة لغزة".

منذ ٢٧ أكتوبر اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم طولكرم ٧ مرات ومخيم جنين ٦ مرات، ونفذ عمليات متفرقة في نابلس بلغ عددها ٦ عمليات. أما بالنسبة لأصحاب الأسبقيات فمنذ ٧ أكتوبر ملأ الجيش الإسرائيلي بوسطاته (مركبات لنقل المعتقلين) العسكرية بأكثر من ألف معتقل فلسطيني، أغلبهم كانوا قد تعرضوا للاعتقال من قبل.

بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تخشى إسرائيل من تصاعد المواجهة في الضفة الغربية لأن ذلك سيضطر جيشها لتوزيع قدراته القتالية سواء تلك الخاصة بالعتاد أو بالجنود إلى مناطق متفرقة في الضفة.

وكي لا توزع إسرائيل قواها العسكرية على جبهة جديدة بالإضافة إلى جبهة غزة وتلك الجبهة المفتوحة بشكل محدود في الشمال، قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بتوزيع الأسلحة والعتاد على مستوطني الضفة.

ويسكن المستوطنون في الضفة أعالي الجبال ويقسمون مدنها وقراها ويفصلونها عن بعضها بالحواجز العسكرية التي ينصبها الجيش الإسرائيلي بحجة حماية المستوطنين.

في كل اقتحام قام به الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين ومخيم طولكرم في الأسبوعين الماضيين، اصطحب جرافة أو أكثر من نوع D9، وبدأ اقتحامه بتجريف الشوارع المؤدية للمخيم.

السبب في ذلك، أن الكتائب الفلسطينية المسلحة في المخيمات طورت عبوات ناسفة محلية الصنع تقوم بزرعها في الشوارع المؤدية للمخيمات فتنفجر في الآليات العسكرية وهي في طريقها للاقتحام.

هذه التفجيرات بدأت في جنين مع عبوة "تامر" التي تزن ٤٠ كيلوغرام ثم تبعتها عبوة "طارق"، ثم انتقلت هذه التكنولوجيا العسكرية البدائية إلى مخيمات الضفة.

بسبب هذه العبوات دمرت الآليات العسكرية الإسرائيلية كل الشوارع المؤدية لمخيم كجنين وكذلك المؤدية إلى مخيم طولكرم، وأثناء هذه الاقتحامات دُمرت بعض منازل المواطنين في جنين وطولكرم.

في طولكرم نفذت قوة خاصة إسرائيلية "عملية اغتيال" يوم الاثنين ٦ نوفمبر قتلت فيها قائد كتائب القسام في المدينة عزالدين عواد، وجهاد شحادة قائد كتيبة طولكرم التابعة للجهاد الإسلامي، والمقاتلَيْن مؤمن بلعاوي وقاسم رجب وهما ينتميان لكتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح.

وتتهم إسرائيل الكتائب المختلفة في الضفة بتنفيذ عمليات قتل ضد مستوطنيها في الضفة.

تسعى إسرائيل في عملياتها السريعة الخاطفة في الضفة إلى القضاء على المسؤولين عن أذرع الكتائب المسلحة في محاولة للتخلص من هذه الكتائب التي شكلت هاجسا أمنيا لإسرائيل منذ بداية تشكيلها في ٢٠٢١.